للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الاثنين رابع الشهر مات علي بن عثمان السقا والده الصائغ هو بالصفا وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وكان به الحب الأفرنجي (١) من أول سنة تسع وتسعمائة إلى أن مات. وفي ليلة الثلاثاء خامس الشهر سرق (٢) بيت القاضي جلال الدين أبي السعادات المالكي [ولما فتح] (٣) باب الدار وجدوا حبلا مربوطا في بعض طاقات البيت إلى سطح [بيت] (٤) بيسق (٥) فتوجه إلى الباش فلم يعرف لذلك خبرا.

وفي ثاني ليلة تسلق اللصوص إلى ثلاثة بيوت وسرقوا ما فيها وهي: بيت الوجيه عبد الرحمن النحاس، والشيخ [إسماعيل] (٦) بن بنت غنى، [والغزالة] (٧) التي على وجه باب رباط العباس ولم يظهر لفاعل ذلك خبر. وفي يوم الخميس سابع الشهر وصل إلى مكة نعي الخواجا علي بن محمد بن عبد الكريم بن الصواف بأنه مات بالهند


(١) الحب الأفرنجي: هو داء الزهري، ويعرف اليوم بمرض الجرب يظهر على سطح الجلد، وسمي بالحب الأفرنجي لأنه وفد إلى بلاد العرب من بلاد الإفرنج، ويقال له الفرنسي لأنهم أدخلوه بلاد المغرب، ويسمى بالبلاء لأنه معدي يسري إلى الأصحاء من الشرب من إناء شرب منه مصاب به، وقد يكون مورثا من أحد الأبوين، وقد يتعدى من المرضعة إلى الولد. انظر: داود الأنطاكي: تذكرة داود للعلاج، المركز العربي، ص ١٠٣. محمد فريد وجدي: دائرة معارف القرن الرابع عشر إلى القرن العشرين ٤/ ٦٦٨.
(٢) نظرا لسوء الأحوال الاقتصادية وإنعدام الأمن كثرت أحداث السرقة ومهاجمة بيوت علية القوم، وهذا دليل على إنعدام الأمن داخل المدينة.
(٣) وردت العبارة في الأصول [ولم يفتح] وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "البيت" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) هو: الشيخ بيسق بن عبد الله بن عمر بن بيسق شيخ الفراشين بالحرم الشريف المكي. انظر: جار الله ابن العز بن فهد المكي. نيل المنى، ص ٢٦٠.
(٦) جرت عادة الناسخ في النسخة (أ) و (ب) برسمها "اسمعيل" وما أثبتناه هو الصواب.
(٧) وردت الكلمة في الأصول "والغزلة" وما أثبتناه لسياق المعنى.