للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أوله وصل الخبر إلى مكة بأن جماعة من عرب بني خالد (١) بيتوا الشريف إبراهيم بن بركات بن حسن بن عجلان عم السيد بركات وقايتباي، وأخذوا جميع ما معه من خيل ونقد يقال: أنه الفا دينار وغير ذلك، ولم ينج إلا بنفسه وبلغ الشريف قايتباي ذلك وكان عنده موسى بن أبي بكران الذي كان خصيصا عند جازان فقبض عليه وخشب عليه [وفي] (٢) ورقبته الزنجير (٣) وأرسل به إلى القنفذة حتى يعود ما أخذه جماعته أو تفرق وأرسل [عرف] (٤) أخاه السيد بركات وهو بالشرق (٥).

وفي يوم الجمعة ثاني الشهر وصل الخبر إلى مكة بأن الشريف بركات غزا عتيبة وقتل منهم أزيد من أربعين نفسا وأسر ثلاثة من أولاد مشايخهم فأرادوا فداهم فامتنع وشنقهم، وكان قبض على جماعة منهم قبل ذلك وهم مرابطون عنده، ولما بلغه فعل بني خالد توجه إلى مكة فوصل إلى بئر البرود (٦) بالقرب من الجعرانة في ليلة الأحد رابع الشهر، وتوجهت إليه زوجته أم الكامل ولم تواجهه قبل ذلك بعد مجيها من مصر


(١) بنو خالد: عرب بناحية جنوب مكة، وهم بطن من الطلوح، من جميل من هذيل اليمن، ينقسم إلى فخذي آل راشد، وآل عطاف. انظر: فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب، ص ٢٠٣. عمر رضا كحالة: معجم قبائل العرب ١/ ٣٢٧.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "وو" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) الزنجير: سلسلة من الحديد لها حلقة تلف حول الرقبة وتقفل بمفتاح خاص بها، والغرض منها إعاقة حركة المقبوض عليهم من الخارجين على الحكم أو نحو ذلك. والجنزرلي هو الذي يقيد الناس بالسلاسل ويقودهم، أو يصنع السلاسل. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ٥٥.
(٤) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصل، وأثبتناها من النسخة (ب) لسياق المعنى.
(٥) كان لا يسلم من هجوم العربان حتى الأشراف أنفسهم، بدليل أن بني خالد لم يراعوا حرمة عم الشريف بركات وكان من الممكن أن يقتلوه لولا فراره. ونادرا ما كان الأشراف يستردون ما سلبه العربان منهم لتفرقهم داخل البوادي.
(٦) بئر البرود: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، ودال مهملة. وهي قرب رابغ بين الجحفة وودان. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان ١/ ٤٠٥.