للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرهان إبراهيم (١) بن محمد البطيني المكي، ووصل نعيه لأهله بمكة فبكوا عليه ليلة الاثنين تاسع عشر الشهر.

وفي هذا الشهر بيعت الغرارة الحب الحنطة الزيلعية بسبعة وستة وبخمسة ونصف وبخمسة (٢).

وفي هذا الشهر شرع الأمير الباش بكباي في إنشاء سبيلين وحوض للبهائم وبستان بالمنحنا (٣) على يمين الصاعد بمنى عند بئر وجدها بعض أهل منى وكشف عنها إلى أن وصل الماء وزعم أنه حلف فمر عليه الباش وهو يشتغل فيها فوافقه على أنه يعمل بها ما ذكرناه ويجعله خادما فأنعم، واستمر العمل في ذلك إلى أن انتهى الشغل وغرس الفواحي (٤)، والسدر (٥) في البستان في يوم سابع عشري جمادى الآخرة، وبعد


(١) هو: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي برهان الدين بن اليافعي اليماني الأصل المكي الشافعي ويعرف بالبطين - بالضم لقب لأبيه - ولد في جمادى الثانية، أو رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره من الكتب، سافر لعدن مرتين ولقي بها محمدا أبا الفضل وغيره فأخذ عنهم، وسمع بمكة على التقي بن فهد، وأبي الفتح المراغي وغيرهما. زار المدينة المنورة وقرأ بها الشفاء على الشيخ محمد المراغي، ثم سمعه على السخاوي في سنة سبع وتسعين وثمانمائة بمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٢٣.
(٢) هذه الحالة السعرية لغرارات الحب الحنطة الزيلعية تدل على الغلاء الذي عانى منه المجتمع المكي عام ٩١٠ هـ. انظر: ضيف الله الزهراني: أسعار المواد الغذائية بمكة، ص ٢٩.
(٣) المنحنا: هو انحناءة وادي المحصب عندما يدفع في الأبطح وعنده اليوم القصر الملكي، والجبل الذي ينحني عليه هو جبل العيرة اليمانية. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٨/ ٢٨٢.
(٤) الفواحي: اللفظ من الفعل فاح أي: زاعت رائحته وانتشرت، ويبدو أن المزروع نبات طيب الرائحة كالورود وغيرها. انظر: أحمد ابن داود الدينوري: كتاب النبات ٣/ ١٩٠. الفيروزآبادي: القاموس المحيط ١/ ٣١٢.
(٥) السدر: الواحدة سدرة، وتجمع سدرا وسدرا وسدرات، وهو شجر النبق وهو ضربان عبري وضال. فأما العبري فما لا شوك فيه إلا ما يطير وينبت في الأنهار وعلى الماء، وأما الضال فهو -