للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والباش والفقهاء، وعمل المشروب من سكر وزبيب لغلو السكر، ولعبوا بعض الليالي في حوش بيت كاتب السر المنصورية فطلعت أخت العريس تتفرج فهوى بها فكسر بعض أضلاعها وبطل نصفها التحتاني وأيس منها، فأسرعوا في باقي عملهم. وكان الشراع في ليلة الخميس ثاني عشري الشهر حضر فيه القضاة الأربعة الحنفي المعزول إلى أن لصقوا وانصرفوا وهو في حوش كاتب السر أيضا، ثم في يوم الخميس المذكور عمل السماط ببيت البلقيني وحضره القضاة الأربعة، إلا الحنفي الجديد والفقهاء، وكان الدخول في ليلة الجمعة ثالث عشري الشهر ببيت جدة الرافعي فوق الظله.

في يوم الأربعاء ثامن عشري الشهر ماتت أخت العريس أم الحسين التي طاح عليها الجدر، وصلى عليها بعد صلاة العصر عند الحجر الأسود كعادة سلفها ودفنت بالمعلاة عند أهلها، وعمل لها ربعة، وكان الختم صبح يوم الجمعة سلخ الشهر.

وفي ليلة الجمعة ثامن عشري الشهر وصلت من المدينة الشريفة حزيمة بنت الشريف محمد بن بركات إلى الزاهر، وباتت به إلى الصبح ثم دخلت إلى مكة ضحوة النهار من المعلاة وأقامت بمكة إلى ليلة الثلاثاء سابع عشري الشهر، وتوجهت إلى جهة اليمن للسلام على أخيها الشريف بركات وأخوته، ولما وصلت أمر الحاكم بمكة علي بن مبارك [الحسني] (١) مناديا نادي بالزينة سبعة أيام فزينت مكة.

وفي يوم الاثنين سادس عشري الشهر أمر السيد بركات بإرسال العرب المقبوض عليهم من أهل الحجاز إلى القنفذة فأرسلوا إليها ومات باليمن ببندر عدن


(١٥٦. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ٢٠٣. أحمد القطان: تنزيل الرحمات على من مات "مخطوط" ج ٢، ورقة ١٠٥. عبد الله مرداد أبو الخير: المختصر من كتاب نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر، ص ٢٢٣.
(١) وردت الكلمة في الأصل "الحسن" والتعديل من (ب) وهو الصواب.