للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيره وفيها أنهم برزوا (١)، ثم في ليلة الثلاثاء سافروا ثم وصلت فيما يقال ورقة من مشهون أخي مالك إلى صهره الشريف قايتباي أو إلى غيره بأنني جالس لهم في عربي وأن قدرتم عليهم قاتلتهم وإلا جيئتك، ثم يقال: أنه وصل منه ورقة ويخبران طراشة وصلوا إلى بدر وما لهم حس (٢).

ثم في يوم الاثنين ثاني عشر الشهر وصل مغربيان أو أكثر من الزوار جاؤا معهم من ينبع وأخبروا بأنهم فارقوهم من بدر أو رابغ، وأنهم نحو خمسين فارسا وثلاثمائة أو أربعمائة راجل، وأنهم وجدوا مشهون بعسفان في خيل نحو العشرة ورجال قليلة.

[و] (٣) في يوم الثلاثاء وصلت ورقة من القاري للباش بأن ورقة مشهون وصلت له بأن هؤلاء بعد أن خرجوا خرج له جماعة منهم وردوهم وورقة من مشهون بن رومي فيها أنني دخلت جدة ووجدت بها بعض بني إبراهيم وأخذت منهم مبلغا وأنا في سبعة عشر فارسا ومائة راجل، فإن طلبتني وصلت إليك بالأمان وترسل لي مملوكا


(١) برزوا: أي خرجوا وظهروا إلى الخارج. انظر: الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ٦٤٦.
(٢) يشير المصنف إلى سبب شقاء الناس في مكة خاصة ومنطقة الحجاز عامة، وهو النزاع الذي قام بين الشريف بركات واخوته على الحكم، وتدخل القبائل لنصرة جانب على آخر، واضطراب الأمن وظهور شخصيات متعطشة لسفك الدماء وحب الفتنة كمالك بن رومي وعربة من زبيد وبني إبراهيم ويحيى بن سبع ومناصروه. وكانوا يحدثون الفساد في الأرض فيسرقون ويقتلون، وياويل من تقف به الأقدار في طريقهم، وكان الإضطراب يقع بين الناس فيهربون من مدينة إلى أخرى، كما أشار إلى ذلك المصنف عند هروب القاضيين. وكانوا يقومون بخطف كبار الشخصيات خاصة كبار التجار حتى يحصلوا على الفدية الضخمة، وكان كل همهم الحصول على المال، ومما لا شك فيه أن تهديد كبار التجار ومهاجمة المواني كان يشل الحركة التجارية، وهذا بدوره يعطل الدخل الحقيقي والوحيد للمنطقة. انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٨٣ - ١٨٦.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصول، وأثبتناها لسياق المعنى.