(٢) يشير المصنف إلى سبب شقاء الناس في مكة خاصة ومنطقة الحجاز عامة، وهو النزاع الذي قام بين الشريف بركات واخوته على الحكم، وتدخل القبائل لنصرة جانب على آخر، واضطراب الأمن وظهور شخصيات متعطشة لسفك الدماء وحب الفتنة كمالك بن رومي وعربة من زبيد وبني إبراهيم ويحيى بن سبع ومناصروه. وكانوا يحدثون الفساد في الأرض فيسرقون ويقتلون، وياويل من تقف به الأقدار في طريقهم، وكان الإضطراب يقع بين الناس فيهربون من مدينة إلى أخرى، كما أشار إلى ذلك المصنف عند هروب القاضيين. وكانوا يقومون بخطف كبار الشخصيات خاصة كبار التجار حتى يحصلوا على الفدية الضخمة، وكان كل همهم الحصول على المال، ومما لا شك فيه أن تهديد كبار التجار ومهاجمة المواني كان يشل الحركة التجارية، وهذا بدوره يعطل الدخل الحقيقي والوحيد للمنطقة. انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٨٣ - ١٨٦. (٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصول، وأثبتناها لسياق المعنى.