للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثانية يوم الأحد ثامن عشري الشهر أرسل الشريف حميضة الشيخ عبد الكبير ابن ياسين بن الشيخ عبد الكبير الحضرمي الأصل المكي إلى الباش يسأله الإقامة بمكة أو يعطيه ما يرحله أو يخلي بينه وبين الناس فأجابه الباش ما له عندي إلا السيف، فلم يرد له جواب (٢). ثم أرسل الشريف حميضة للقضاة الثلاثة وحضرهم عنده وأرسل للباش أنيعطيه ما يرحله/فقالوا أرسل معنا رسولك فأرسل معهم حرشان الإبراهيمي، وقالوا له هو يأتيك بالجواب فبلغوا الباش وقالوا ما عندنا شيء، وكان ذلك بعد الظهر فما أعجب الشريف جوابه فتسطح هو وجماعته وركبوا خيولهم بالسلاح الكامل فسمع الباش فألبس هو والأتراك ووقف بالمسعى عند العقد قبالة الصيارفة، وضرب الطبل والزمر وغلق غالب أبواب المسجد، وتوجه أول الأتراك الركاب والمشيان إلى أول أجياد الكبير، [وحفظ] (٣) بعضهم الطرقات من الصفا وزقاق أجياد الصغير، وبعض الترك المشاه بالمسجد ووقع بين أوائل كل من الفريقين رجم بالنشاب والحصى فاقتلع الترك واحد منهم وأظنه قتل وحمله أصحابه [و] (٤) أخذت فرسه ثم أخذ بعده عشرة من الخيل، وقتل بعضهم وجرح الكثير وحملت بعض الرؤوس إلى الباش وهو بالمسعى عند عقد العطارين كما تقدم والطبل والزمر عمال ونقاره أولئك تضرب وهم


= *١) بنو شعبة: بطن من كنانة، من آبارهم بئر ادام على طريق اليمن، كانت منازلهم قرب مكة مما يلي اليمن. انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٢٤٧.
(٢) كانت الدولة المملوكية بواسطة ممثلها الرسمي في مكة المكرمة تتدخل في النزاع بين الأشراف. ويشير المصنف إلى أن باش مكة مستعد للصراع ضد حميضة الذي يعد أحد الثائرين على سلطة الشريف الرسمي، وإن كان المماليك لا يثبتون على سياستهم لفرد واحد من الأشراف، بل يناصرون دائما الشخص الأقوى، ويبدو أن غرضهم هو استتباب الأمن بصرف النظر عن الشخص المعين.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "وحفط" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.