للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصيحون على بعضهم بعضا البروز فيخيلون المشاة على أهل الخيل أنتم ملبسون والخيالة تخيل على المشاة أنتم [بالدرق] (١) والخيل مالها مجال بالضيق، وكلما ظهر أحد منهم من رأس رمى بالنشاب والحجارة من باب [أم هاني]، ومن فوق بيت تنم (٢)، ومن علو رباط بلعجد فضاقوا فطلع بعضهم فوق علو بيت بن كرسون، وفي مجلس بيت الشريف الذي بجانب الميضأة، وصاروا يضربون النشاب والحجارة ووصل بعض نشابهم إلى باب الكعبة مع الملتحين إلى المسجد الحرام، وكانوا ناسا قليلا. ثم طلعنا علو زمزم فحصل بعض الطمأنينة وأهلنا صاروا عند بعض [المنجو] (٣) بهم والله أعلم.

وجاء بعضهم من جهة باب إبراهيم لعدم إغلاقه لتكسره فدخل منه الرجال والخيالة ثلاث مرار، ففي الأولى لم يعملوا شيئا إلا أن الرجال لا يتجاوزون الرواق، بل وصلوا إلى الحاشية فصاح بعض من في الطواف من المغاربة نحن مغاربة أصحابكم الذين جاؤوا معكم يعني من الزوار المذكورين فعادوا، وأما الخيالة ففي المرتين الأخيرتين [جالوا] (٤) في المسجد من جهة مقام المالكي وإلى رواق أجياد، ولم يكن بالمسجد إلا بعض أتراك يسرون مشاه وبعض العوام فيرجمونهم إذا أقبلوا بل كان بعض العوام بسطح المسجد يرجمون بالآجر (٥) وهو من شرفات المسجد من داخل المسجد، ومن داخل باب إبراهيم. وفي بعض دخول الخيل وهي الثانية لحقوا مملوكا عند بيت الطيبي بالرواق ضربوه بالسيف على رأسه ضربة اتخنته أدت إلى موته بالليل فصاح الترك والعوام


(١) وردت الكلمة في الأصل "بالدرفة"، والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) بيت تنم هو إحدى البيوت القريبة من المسجد الحرام، يقع بالقرب من منارة الحزورة - وكان هذا البيت يخلو من السكان. انظر: العز ابن فهد: بلوغ القرى، ورقة ١٤ ب.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "المنحو" وما أثبتناه هو الصواب.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "مالوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) الآجر: هو الطوب المحروق. انظر: محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٧٨.