للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم ورشقوهم بالنشاب فعادوا هاربين خوفا على [أنفسهم] (١) [وأن يلحقو] (٢) فقال الأتراك لصاحبهم هنيئا لك فأجابهم بالحمد لله، وحمل إلى المدرسة أو إلى بيته. وفي دخولهم الثالث وهو سبب انكسارهم لحق بعض الخيالة الملبسين مملوكا عند حاشية المطاف عند مقام الحنبلي فاحس المملوك به فالتفت وبيد الخيال سيف فضربه فتلقاه بالترس (٣)، ثم خاف الجندي على نفسه وأراد دخول الطواف من الحاشية فضربه ضربة ثانية لقي لها المملوك وهو مدلي ترسه على جنبه الأيمن فوقعت في الترس أيضا فصاح الناس على الخيال [ورماه] (٤) بعضهم بحجر أصابه أظن في خده فأدار فرسه لراميه والمهرب فإن أصحابه لما قاربوا الطواف رجعوا فطاح من الفرس على ركبتيه وهو قائم فمرخت (٥) الفرس ولحقت الخيل وخرجت معهم من باب إبراهيم واستمر هو يجري بدرعه السابل والناس يجرون وراءه إلى أن لحقه بعض العوام عند أول رواق [باب] (٦) إبراهيم فمسكه من حلقه وأدركه الترك فقتلوه أشر قتله، وجزوا رأسه وحملوه إلى الباش، كما حمل غيره وأخذ درعه [وخوذته] وسيفه وثيابه واسمه زايد بن خريص


(١) وردت الكلمة في الأصل "نفسهم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "وايلحقوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) الترس: من أدوات القتال، عرفها العرب في الجاهلية والإسلام وهي آلة يتقى بها الضرب والرمي عن الوجه ونحوه، وتسمى أيضا الجنة بضم الجيم، أو الجحفة. والترس يصنع من الخشب أو الحديد أو يصنع من أعواد تضم بعضها إلى بعض وتربط بخيوط من القطن. انظر: محمد كمال صدقي: معجم المصطلحات الأثرية، ص ٣٥١. محمد البقلي: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى، ص ٧٦.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "رماه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) مرخت: أي تعثرت وسقطت نتيجة لإختلال توازن الفارس. ويبدو أنها من المفردات العامية المكية، إذ لم أعثر لها على معنى في القواميس اللغوية.
(٦) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناه من (ب) لسياق المعنى.