للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإبراهيمي وهو شريف من [العبادلة] (١) ثم لم يدخلوا بعده المسجد، بل سمعنا أنهم لما سمعوا بقتله انهزم مولين وقتل جماعة كثيرون غيره، ويقال: أنهم ستة وثلاثون وذلك خارج المسجد وقطع بعض الرؤوس أيضا، وحمل إلى الباش وكلما قطع رأس أو اقتلعت فرس يتوجهون به للباش ويسلمون على ركبته ويروه ذلك فيدعوا لهم، ولم يقتل من الترك غير المذكور بالمسجد ولم يقتل غيره إلا أنه قتلت فرس للترك رمي على راكبها بحجر كبير من بيت جازان أخطأ الراكب وأصاب الفرس في رأسها فطاحت في الحال وماتت وحماه أصحابه حتى أخذ عدتها من اللبس واللجام والسرج صاحبها.

وفي أثناء القتال هرب كثير منهم خصوصا بني إبراهيم وزبيد واظنهم حملوا بعض امتعتهم وخرجوا من أسفل مكة هاربين، ومنهم زبيد من جهة الشبيكة وردهم الله تعالى، ولحق الترك بعضهم فقتلوه/ونهبوا أجياد وقتلوا بها أيضا من وجدوه في البيوت، وكان فيما نهب أمتعتهم وأمتعة المقيمين وغنموا جوار، وعبيدا، وجمالا ولحقهم بعض الأتراك إلى جهة درب اليمن، واستمروا مولين، ونزل ببركة الماجن حميضة وعياف عن خيلهما وركبا رواحل، ويقال: أرتدف وراهما [امرأتان] (٢) ولعلهما نسوانهما، وكان القتال من قبيل العصر إلى بعده بساعة كبيرة، وكانت نيتهم فاسدة يسمون الناس القتل والعصر والنهب، فكفى الله المسلمين شرهم.

وسمع الأتراك بأن ابن بسطام عند محمد سلطان الخواجا فأرسل الباش له فحضر فأراد الباش قتله فنزل الباش عن فرسه واحتضنه وتوجه معه لبيته فوجد ابن بسطام فرسموا


(١) وردت الكلمة في الأصل "العباده" وفي (ب) "العبارة" وما أثبتناه هو الصواب. والعبادلة: والنسبة إليهم عبدلي: فرع من الأشراف بني حسن بن أبي نمي، وهم: بنو عبد الله ابن حسن بن أبي نمي الثاني. مساكنهم مكة وضواحيها الجنوبية إلى يلملم، وشرقا حول نعمان، ولهم فروع عديدة. انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٣٠١.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "مراتان" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.