للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وأخذت فرسه من بيت محمد سلطان، وأخذ بعض امتعة محمد سلطان ثم رجع الناس وذلك بعد المغرب وكأنهم أخذوا ابن بسطام وأودعوه الحديد عند الباش بالشرابية، وتكلم الترك أيضا في القاضي الشافعي لمكاتبته لحميضة فإنهم اطلعوا على جواب حميضة له باني وصلني كتابك وفهمت مضمونه، وما يخفى على محبتك وما صنعت وغير ذلك فقرأها وأعطوها لخليل القباني يعطيها للقاضي فأعطاها فقرأها الحرازي، وأظن المالكي وأمروه بتقطيعها فقطعها ببيت [ابن] (١) الجمال ابن أبي اليمن، ولما دخل سعد الدين البرددار وحسن المهتار على الأمير بسببه، وأنه يقال: [أن] (٢) الورقة الذي كتبها لحميضة كذب فقال لهم الباش [فكأنهم يقولون] (٣) لي تكذب فتوعد الترك قبل ذلك ثم زادوا من الكلام في ذلك في هذا اليوم. فلما كان ليلة الأثنين تاسع عشري الشهر دخل القاضي الشافعي على بعض الأتراك الساكنين بسويقه بسبب ذلك وأنه وقع ونقول استغفر الله، فقالوا له أمّا نحنا فقد قبلنا وأما الآخرون فما لنا قدرة على ردهم فلما كان في صبيحتها أرسل له الباش فحضر فقام عليه المماليك فقالوا نقتلك أنت الذي قتلت صاحبنا وما نأخذ إلا أنت فيه فتكلموا في أخذ شيئا فقالوا ديته (٤) ألف دينار، فيقال: أنه وقع الوفاق بينهم على أشرفي وكبش بنصف أشرفي لكل منهم، وتجهز المماليك وصلى عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة واسمه يوسف. أمّا قتلاهم فأنهم مرميون بالشوارع وبالبيوت وأكل


(١) وردت الكلمة في الأصل "بن" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "أنه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت العبارة في الأصل "فكأنكم يقولوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) الدية: مقدار معين من المال، قد يكون نقدا أو عينا يدفع إلى ذوي المقتول في حالات القتل، أو إلى المجني عليه إذا أصيب في عضو من أعضائه ضمن مقادير معلومة ومتفق عليها بحكم العرف والعادة. انظر: محمد قلعه جي: موسوعة فقه عبد الله بن مسعود، ص ٢٥٧. أحمد عطية الله: القاموس الإسلامي ٢/ ٤٢٧.