للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى جدة وأرسلوها إلى مكة، وفيها أن مشايخ بني إبراهيم حلفوا على الطاعة وأنهم طائعين للسلطان وأنكم تمنعون الترك من التشويش بجدة على بني إبراهيم وزبيد ولا تمنعوهم من الميره (١)، وأنكم تردون الخيل والدروع التي أخذها الترك، ثم سمعنا أنهم أرسلوا لهم يأتون لمكة ليسمعون كلامكم، وأن شاهين يرى بالرد والباش ما يريد بذلك، وأنهم يردون لهم جوابا بأنهم يردون هم الآخرون ما أخذوا من جدة، والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير، ثم سكن الأمير ثم سمعت أن الشريف حميضة حصل له استسقاء وأنه عاد من ينبع لزبيد هو وملحم وعياف ومن معهم، ثم سمعت أن عياف ابن محمد بن علي مر بوادي مر واجتمع بعرب وعاد، ويسمع ما يتحقق شيئا، ثم سمعنا أن جماعة منهم العبد الذي كان بالوادي وأخذوا بقرا من الوادي وكانوا جاؤا قبل ذلك فطحت (٢) فرس فأخذها أهل الوادي وجاؤوا بها إلى الباش فأعطاهم خمسة أشرفية فيما يقال.

وختم القاضي الشافعي ختومه العادة (٣) يوم الحادي والعشرين في الصبح


(١) كانت السلطات تضيق الخناق على العصاة من البدو وتمنع عنهم المال والميرة كنوع من العقاب وعندما كان يشتد أثره عليهم كانوا يسارعون بالعودة إلى الأمن، ويشير المصنف إلى أهم مجموعة وهي بني إبراهيم عندما راسلوا الشريف والباش يتضررون من العقاب الذي أنزله المماليك بهم وأنهم عازمون على الطاعة وغالبا ما كانوا يكذبون في إيمانهم ويعدون إلى جرائمهم.
(٢) أي أطلق عليها البارود، وتقال عند ما يموت الشخص أو الحيوان من إطلاق الرصاص عليه. وهي من الكلمات الدارجة في مكة.
(٣) كان من عادة المكيين في شهر رمضان، ومن أكبر مظاهر الاحتقال به، ختم القرآن وبعض أمهات الكتب الإسلامية في الحديث والفقه وغيرها، وكان يقوم بذلك القضاة والعلماء ويحضر ليلة الختم كبار رجال الإدارة المملوكية - وهذه عادة إسلامية حسنة - انظر: ابن جبير: الرحلة، ص ١٢٧ - ١٣٢. عبد الرحمن صالح عبد الله: تاريخ التعليم في مكة، ص ٣٨.