للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحماه مجيئه معهم، بل قال أنهم استأذنوا بن جبر أن لا يدخل بينهم فامتنع وقال هذا ما يكون ثم ما سلم الشامي منه فإنه سافر وأخذ له مقطر كبير في الدسة عند خليص ليلا والأخذون جماعة يسيرون ولم يتبعه أحد ولو تبعهما أحد لرد ما أخذ وعاد الراكبون من الرجال والنساء، ويقال: في ذلك مال كبير. وجلس الشاميون بمكة بعد المصري أياما [كثيرة] (١) غير العادة إلى يوم الثلاثاء ثاني عشر الشهر واعترض له زبيد فأرضاهم يقال بألف دينار ونهب بعض ما كان معه وتقدم عند قرب بدر إليها برفيق قخان وكان يخلفه بسبب الصدقة الرومية فإن أمير الحاج الشامي أبو قورة أستلف من مسفر الروم ثلاثة عشر ألف دينار أعطاها للعربان فإنه كان يوجد وما فدى الحاج إلا بالمال، والذي أعطاه العرب أكثر من عشرين ألفا وليس معه من الترك إلا نحو ثلاثة فيما يقال، فإن السلطان عين غيره فراجع فيه نائب الشام مرارا حتى أعفى واستقر هذا أو لم يعين معه أحد.

وأما مال الصدقة فإنه [جبي] (٢) الحاج بمكة جبا عنيفا [وكذا] (٣) واستلف من التجار، وكان مما أخذ وأعطى شاشا ودندكى فأعطى المستحقين نقدا وغيره، والأمر راجع للأمير شاهين وكتب له ناظر الحرمين الشريفين وهو ليس كذلك ومنع القضاة من الاجتماع بالمسفر بالمال واختلف قوله في الواصل، ثم وقع الوفاق على أن الواصل ألفان ومائتان فقسم على الوظائف والأسماء وصح أن الفاضل للقسمة خمسمائة وأربعة وعشرين دينارا، وأعطوا الشريف من مثل حصته المال الثلث نقدا وعرضا كاسره غيرهم ثم أخذ الأمير شاهين العرض بنقص خمسين دينارا وتوفر من المال المرسوم به نحو المائتين دينار لموت أصحابها، وذكر في المرسوم من مات لا يعطى ما بإسمه لورثته بل


(١) وردت الكلمة في الأصل "كثير" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "جبلي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.