كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل محرم الحرام بالرؤية ليلة الأربعاء سنة إحدى عشر وتسعمائة. - ج: 3 - ص: 1426

فشنق ثم غرق وشنق أخاهم الربيط (١)، ويقال أن المقتول نحو العشرة والمأخوذ من خيلهم [مثلها] (٢) ومن الإبل كثير. وفي أواخر هذا الشهر أيضا أخذ عرب عتيبة المنافقون (٣) إبلا لجماعة من غريب الدار لقريش (٤) من جهة عرفة ومن خزاعة ولحيان (٥) برأس العين قريب مكة ففزع بعض العربان وراءهم وغالب العرب بالصيف

---

(١) أي المربوط.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "مثلا" والتعديل من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٨٣.
(٣) يبدو أن المصنف أتهمهم بذلك لأنهم كانوا يأخذون الأموال من سلاطين المماليك والأشراف حتى لا يفسدوا الموسم بقطع الطريق، ثم يتنكرون لعهودهم ويواصلون عمليات السرقة والنهب، وهذا نوع من النفاق.
(٤) قريش قبيلة عظيمة معروفة من كنانة بن خزيمة، اختلف في تسميتها، فقالوا: قريش من القرش، وهو الكسب والجمع. وقالوا: التقريش التفتيش، فكان فهر بن مالك يقرش أي يفتش عن خلّه كل ذلك خلة فيسدها بفضله، فمن كان محتاجا أغناه، ومن كان عاريا كساه. وقالوا سميت بقريش ابن مخلد بن غالب بن فهر، وكان صاحب غيرهم فكانوا يقولون عير قريش، وقيل: الصحيح إنها سميت لاجتماعها. أمّا نسبها فقالوا: قريش ولد مالك ابن النضر بن كنانة، وقالوا: هم من ولد فهر بن مالك ورجحه الزبير بن بكار صاحب نسب قريش. وتوجد اليوم بقايا قريش حول مكة في منى وعرفات وحول جبل ثور وتنقسم إلى فرعين رئيسين هما: القنعان - والسوالمه. انظر: مصعب بن عبد الله الزبيري: نسب قريش، ص ٨٥. فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب، ص ١٣٥. البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٤١٧ - ٤٢٠، عمر رضا كحاله: معجم قبائل العرب، ص ٩٤٧ - ٩٥١.
(٥) بنو لحيان: هم بطن من هذيل، من العدنانية، وهم بنو لحيان ابن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من بلادهم: زحمة، العزوم، وألبان. كانوا ولا زالوا سكان ضواحي مكة، وقد قامت لهم دولة شمال الحجاز كانت تسمى بدولة لحيان كانت عاصمتها الخريبة - دخلت في مدينة العلا اليوم - وكانت لهم قوة ومنعة. انظر: محمد أمين البغدادي "السويدي": سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب، ص ١٦. البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٤٥٣ - ٤٥٤. كحالة: معجم قبائل العرب ٣/ ١٠١٠.