للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دويدار] (١) الباش لأجل جراية (٢) المماليك السلطانية (٣) فتشوش الشيخ لذلك وجاء للخطيب عبد الرحمن عند المنبر وأراد منعه من الخطبة حتى ترد هذه المظلمة ويرتدع الظالمون فأوعده لبعد الصلاة يتوجه معه للباش فلما خطب وصلى وأراد التوجه لبيته لم يمكنه الشيخ وذهب به ومعه الأعلام للباش فارتاع الباش والناس وانقلب المسجد فظنوا أن الترك منعوا الخطيب في الدعاء، فإنهم فيما يقال منعوا الرئيس في الدعاء له بعد المغرب على زمزم مع صاحب مكة، وقالوا ادع لصاحب مكة وجدة ثم انني سمعت أنه يدعوا للسلطان قريبا في السر ولصاحب مكة جهرا، ثم تبين أن الذاهب بالخطيب الشيخ فتشوش الأمير وقال: كنت أخبرتني وفطنه على الرد ثم أخبرت من [جهة] (٤) الدولة المكية أنهم أخذوا خمسين فرقا وردوا أربعة وخمسين وأحالهم الشريف بأخذ الخمسين من أول جلبة تصل (٥)، والله أعلم بما يكون بين صلاة العصر والمغرب عند باب الكعبة [ودفن بالمعلاة وإيانا ورضي عنه خصمائه] (٦).


(١) وردت الكلمة في الأصل "داردار" وفي (ب) "داردار" وما أثبتناه هو الصواب.
(٢) الجراية: جمعها جرايات، وتعني المرتبات العينية من قمح وشعير وعليف وكسوة يقدم يوميا أو أسبوعيا للجند السلطانية. انظر: ليلى عبد اللطيف أحمد: الإدارة في مصر في العصر العثماني، ص ٤٤٤.
(٣) جرت العادة في أواخر العصر المملوكي أن عجزت السلطة عن دفع الجراية في مواعيد منتظمة، وشاء الحظ العاثر أن يكون معظم الجند المملوكي من الجلبان ولذا كانوا يثرون ويسرقون من الناس ويغتصبون أموالهم جهارا نهارا في حالة عدم دفع رواتبهم، وهذه حادثة من حوادثهم المتكررة يشير إليها المصنف.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "حمية" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) يدل ما ذكره المصنف على أن المماليك الجراكسة كانوا يظلمون التجار فيستولون على بضائع التجار من المخازن، وهذا يدل على اضطراب الأمن، بالإضافة إلى أن ما فعله الشيخ من ذهابه إلى خطيب المسجد طالبا نجدته يدل على مكانة رجال الدين في المجتمع، وأن الناس كانوا يلجأون إليهم وقاية من ظلم الحكام.
(٦) ما بين حاصرتين يبدو أنها زيدت سهوا من ناسخي الأصول، لأنها وردت خارج سياق المعنى