للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شقيقته، وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن عند أهل أمه بتربة بن الزمن (١).

وفي هذا اليوم شنق القائد علي بن السلطان الحسني بالوادي بأرض حسان بأمر صاحب مكة الشريف قايتباي (٢). إلى يونس دويدار أمير كبير قيت الرجبي يذكر له فيها أن الأتراك يضرون الناس وهم ما جاؤا إلا لعمار البلاد وأنتم الكبار فينبغي تردونهم فاجتمع بالباش في صبيحتها ومعه جمع من الأتراك ووقع الاتفاق على أن ينادى في الأسواق والشوارع أن من ظلمه أحد من الترك فعليه بالأمير الباش فنودي في شوارع مكة بذلك فلم يسمع الأتراك ذلك وفعلوا عوايدهم.

ثم في يوم الثلاثاء سابع عشري الشهر بعد العصر جاء مماليك أربعة أو خمسة إلى الصيارف (٣) بالمسعى وقفوا على واحد منهم شاب يسمى ولد حسان الصيرفي واحترشوا به فمنهم الأذى فقاتلوهم وهرب إلى نحو المدرسة الأشرفية (٤) فوجد رزمك الجانبلاطي (٥) قاتل العادل في شباك من شبابيك المدرسة فاستجار به فدخل اثنان من المماليك لرزمك فكلموه فكأنه قال لهم أنه ما يتعرض لهم فخرجا وبقية أصحابهم ينتظروهما فذهبوا إلى الصبي وسحبوه وشقوا به المسعى إلى بيتهم بقاعة حاتم ببيت الشيبي والصبي يستغيث بالنبي وأصحابه وغير


(١) يقصد بها تربة الخواجا شمس الدين بن الزمن المجاورة لتربة الحوراني بالمعلاة. انظر: العز ابن فهد: بلوغ القرى، ورقة ٥٠ ب.
(٢) هكذا في الأصول، وهناك سقط واضح في الكلام.
(٣) يقصد بالصيارف هنا: سوق الصيارفة بالمسعى. انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٥٧، ٢٥٩.
(٤) يقصد بها مدرسة السلطان قايتباي بالمسعى.
(٥) رزمك الجانبلاطي: هو من مماليك جانبلاط لذلك عرف ب "رزمك الجنبلاطي" قاتل العادل طومان باي سلطان مصر قبل الغوري. وسماه ابن إياس "أرزمك". انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٠ - ١١.