للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسعوا للصلاة خلفه فرآهم العوام وجاؤا إليهم وهم يستغيثون الله أكبر ما يحل [هذا] (١) باطل فبطل بعض الأتراك الصلاة وأشهروا عليهم السلاح فهربوا وتمت الصلاة، ثم أن السيد نعمة الله بن السيد نور الدين أحمد بن الشيخ صفي الدين كان بالحجر وصار ينكر فدخل له بعض الأتراك العادلية (٢) وضربوا على رأسه بنمشه وهي في قرابها إلى أن أدماه وخرج ثم عاد له قد شهر سلاحه بالطواف فتشوش بعض الأتراك ودخلوا لصاحبهم وضربوه ضربا قويا وأدموه أيضا، وتوجه المماليك إلى بيوتهم، بل وكثير الناس ونادى المنادي بالمسجد الحرام بأذن الباش أن [الترك] (٣) كلهم بكرة يجتمعون عند الباش ومن لا يحضر يقطع [جرايته] (٤) فأنكر بعض الناس هذه المناداة وهذا الصياح بالمسجد (٥).

وفي صبيحة يوم الأربعاء ثانيه حضر الدويدار يونس وكثير من الأتراك عند الباش وسألوه العفو عن هذا الجرم وكل من فعل شيئا بعد ذلك ينتقم منه، فقال هذا لا يمكن وقام من بينهم مغضبا فخرج عنهم فقاموا إليه وترضوه وعادوه وأحضر الماسك للصبي وهو مملوك يغطني من العادلية، والمملوك الثاني الذي ضربه السيد، وضرب الأول تحت رجليه بالدوتن إلى أن دميت رجلاه وحبس وتريدون نفيه إلى مصر بحرا ثم اطلق، وضرب الثاني نحو الأربعين تحت رجليه أيضا وشفع فيه وأطلق.


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصل، وأثبتناها من النسخة (ب) لسياق المعنى.
(٢) العادلية نسبة للسلطان العادل طومان باي.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "ترك" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "جراته" وما أثبتناه هو الصواب ويقصد بها مخصصاته المالية.
(٥) ونتيجة لإحساس الناس بالظلم كانت التظاهرات في الشوارع والمسجد الحرام تقوم ضد المماليك حتى أن الناس يمنعون الأتراك من الصلاة بجانبهم كراهية لهم.