للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حلف (١)، ثم توجه الشريف من يومه إلى أهله باليمن، بعد أن عرض عليه قصة الدقوقي فلم يرد لذلك جوابا.

وفي عصر يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر مات الكمالي/أبي الفضل بن العفيف عبد الله بن ظهيرة بن أبي الفضل بن أبي المكارم بن ظهيرة بعد أن صلى العصر قائما ببيته من غير تقدم وجع إلا السعلة وإذا سعل يخرج منه دم وغيره فسعل حينئذ وخرج له دم من فمه وخشمه ثم استكان في الحال وقضى، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند الحجر الأسود على عادة بني مخزوم قاضي القضاة الشافعي ودفن عند سلفه بالمعلاة وكان الجمع في جنازته حافلا وعوضه ووالدته خيرا، وخلف ولدا وبنتا وأما وزوجة.

وفي أول ليلة الأحد بين العشائين ثاني عشر الشهر وصل لمكة أوراق من جدة للقاضي الشافعي وللأمير شاهين، والباش، وسبيع بن راجح بن شميلة من قاضي جدة وحاكمها [وكذا فيها] (٢) بأن في عشاء ليلة السبت حادي عشر الشهر جاء جدة [رزمك] (٣) في خيل وقصد بيت الخواجا شمس الدين محمد بن يوسف [القاري] (٤) فوجده قد طلع فنزل له فاركبه على فرس وخرج به من جدة نحو زبيد وكان له قواسة خارج جدة فسمع أهل جدة فخرجوا في اثرهم فرموا بالنشاب فقتل شخص من أهل


(١) نشطت التجارة في هذه الفترة وكانت الجلاب تصل من مضيق عدن إلى ميناء جدة تحمل بضائع جنوب شرق أسيا ولم يعوق هذا الإزدهار إلا تدخل المماليك الذين كانوا يطمعون في نهب تلك الجلاب وفرض المكوس الباهظة على التجار، ولذلك تدخل الأشراف والوجهاء لأن ذلك يؤثر على حركة التجارة. انظر: ريتشارد مورتيل: الأحوال السياسية، ص ١٧٩ - ١٨٠. ضيف الله الزهراني وآخرون: تاريخ مكة المكرمة التجاري، ص ٤٠.
(٢) وردت العبارة في الأصل "وكرانيها" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "وزمك" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "القادي" والتعديل من (ب) وهو الصواب.