للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة السبت رابع الشهر كان عقد المحيوي عبد القادر بن القاضي جلال الدين أبي السعادات بن القاضي شهاب الدين أحمد بن شيخنا قاضي القضاة المحيوي عبد القادر بن أبي القاسم أبي العباس المالكي على فاطمة بنت الشيخ الصالح أبي حامد ابن الشيخ عمر بن الشيخ جمال الدين محمد بن أبي بكر الأنصاري المرشدي المكي ببيت الوزير الشهابي بديد (١) بن شكر الحسني، [بحضور] (٢) القضاة والباش والمشايخ والفقهاء والمتسببين، والعاقد قاضي القضاة الصلاحي بن ظهيرة الشافعي جعله الله مباركا عليهما وعلى أهلهما، واستمروا ببيت بديد إلى انقضاء السابع (٣) وصار الرجال يلعبون في بعض الليالي والنساء كذلك، وكانت الغمرة بلا زفة إلا أنهم أوقدوا شموعا منقوشة من بيت العريس إلى بيت بديد ومع العريس أهله من الرجال والنساء وذلك في ليلة السبت حادي عشر الشهر، وكان الشراع ليلة الثلاثاء رابع عشر الشهر حضره القضاة غير المالكي وحضر الباش والقاضي شمس الدين الحلبي وبعض


(١) هو بديد ويسمى أحمد بن شكر شهاب الدين الحسني نسبة لحسن بن عجلان لكون والده عتيقه، ولد في سنة سبع أو تسع وثمانمائة بمكة، كان زعيم الأقطار الحجازية وعميدها ووزيرها. وهو القائم بأعباء ولاية السيد الجمال محمد بن بركات بعد موت أبيه وحدث بينهما خلاف في أواخر سنة أربع وستين وثمانمائة، فنزع عن طاعته إلى موضع يقال له اليربوع فتبعه بعسكره فلم يقابله وأرسل يطلب الأمان إلى أن أصلح بينهما عبد الكبير الحضرمي، توفي بوادي الآبار في جمادى الأولى سنة تسع وستين وثمانمائة فحمل إلى مكة ودفن بالمعلاة على والده. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٤، رقم الترجمة ١٧.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "حضور" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يشير المصنف إلى عادة اجتماعية وهي "حفلة السابع" فإذا انتهى اليوم السابع للزواج أقام أهل العريس حفلة السابع، وهي تكريم للعروس التي أمضت سبعة أيام كاملة في بيت الزوج، وهي حفلة خاصة بالنساء ويدعى إليها أهل العروس والأقرباء. انظر: محمد المغربي: ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز، ص ٤٢.