للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في أول السبت ثانيه كان جماعة من عرب مطير جاؤا لمكة بشيء باعوه وامتاروا (١) وبرزوا إلى الزاهر الكبير ليتوجهوا إلى بلادهم فأغرى الباش بعض أهل الشر وقال لهم أنهم من [زبيد] (٢) وامتازوا لزبيد فخرج في أثرهم بعد المغرب الدويدار وممالكيه فقتلوا واحدا أو اثنين وهرب الباقون ووجدوا معهم نحو غرارتين هكذا سمعنا والله أعلم بحقيقة هذا وهذا فيه فساد كبير ولا قوة إلا بالله، ويقال: أنه وصل جدة زعيمتان من ينبع [وأخبروا] (٣) بحقيقة التجريده والله أعلم.

وفي يوم الجمعة الثانية سمعنا عن بعض الجلاب [الواصلة] (٤) من عدن أن بعدهم طراد (٥) وجلبة للمغربي خرج من عدن بعدهم وغرق لم يسلم منه إلا ثلاثة أنفس، وفي الغرقى بركات بن علي الشامي بل وفيهم خلق كثير من المصريين التجار والمتسببين وإلى الآن لم يتحقق والله يسلمهم ويسلم المسلمين من المسافرين وغيرهم (٦).


(١) امتاروا: أخذوا نصيبهم المقرر من الميرة (الغلال). انظر: ابن منظور: لسان العرب ١٣/ ٢٣١، مادة (مير).
(٢) وردت الكلمة في الأصل "زيد" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "وأخبر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "الواصل" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) الطراد أو الطرائد: سفن حربية مخصصة لحمل الخيل وكانت تسع ما بين ٤٠ و ٨٠ فرسا. انظر: سعيد عبد الفتاح عاشور: العصر المماليكي في مصر والشام، ص ٢٩٠. البيومي إسماعيل: النظم المالية في مصر والشام زمن سلاطين المماليك، ص ٢٨٨.
(٦) كثرت العواصف والأمواج في البحر الأحمر، وكانت الجلاب سفنا خفيفة وبعضها كان لا يتحمل اضطراب الأجواء فتتعرض للغرق بما فيها من التجارات وبمن عليها من المسافرين، وهذا بدوره كان يؤثر على حركة التجارة في جنوب البحر إلى شماله.