(٢) كانت الهبات والصدقات من أهم مصادر الدخل لأهل مكة، وقد نشأت هذه العادة - عادة حمل الأموال والهبات العينية وتوزيعها في مكة سنويا في صورة صدقات وهبات - منذ العهد الأموي وتعاقب حكام العالم الإسلامي على إرسالها من فاطميين وأيوبيين ومماليك وعثمانيين وهنود. وكان بعض الصدقات يستمر توزيعها لمدة ثلاثة أيام، وكانت الصدقة الهندية التي ترد إلى مكة من أكبرها، بل أن ملك الهند كان يرسل وزيره أحيانا لتوزيعها، بل كان يعينه وكيلا لذلك. انظر: علي السليمان: العلاقات الحجازية المصرية زمن سلاطين المماليك، ص ١٧٠ - ١٧٩. ويبدو من النص الذي ذكره المصنف ﵀ بعض أنواع هذه الصدقة الهندية ولكن انتقد القائمين على توزيعها وأتهمهم في ذمتهم، ولكنه بالغ في هذا الاتهام، لأنه حرم عند التوزيع من أصناف كان يرغب فيها وهذه طبيعة النفس الإسلامية - وفي تصوري أن كثرة هذه الصدقات كانت تغري النفوس الضعيفة في توزيعها - يستوي في ذلك الكبير والصغير. (٣) أي توقيع القاضي باستلام الرز.