للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاسوس (١) وأمر بضربه مقترحا ثم أمر بتعزيره وشنقه فشنق (٢) /نسأل الله السلامة، فبلغ الخبر أهله بمكة ثاني يوم فبكى عليه أمه وأولاده وزوجته .

وفي يوم الخميس خامس عشري الشهر مات القاضي لطف الله البصري، وصلى عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة.

وفي أواخر الشهر جاء الخبر من المدينة بأن أبا النجا محمد بن أبي القاسم بن محمد ابن أبي البقا بن الضياء الحنفي، مات بالقاهرة فبكى عليه أهله، ومولده سنة إحدى وتسعين.

وفي هذا الشهر فرقت الصدقة الهائلة الواصلة من الملك إياس (٣) مملوك صاحب كجرات (٤) ونائبه في البندر، وهي شاشات وقمصان وفوط وخرق (١)


(١) الجاسوس: اسم لمن يتبع الأخبار ويفحص عن بواطن الأمور، من جس الأخبار وتجسسها: تتبعها. انظر: محمود عبد الرحمن عبد المنعم: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية ١/ ٥١٨.
(٢) أستنتج أمير جدة من تصرف الرجل أنه كذاب، لأن قيامه بقياس المكاحل بالشبر دليل على فهمه ناحية عسكرية هامة، لأن طول ماسورة المكحلة يفيد في معرفة خط الرمي ومكان سقوط القذيفة.
(٣) وهو السلطان العادل المجاهد أبو الفتح محمود بن محمد صاحب كجرات أبا حمد آباد. ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة تولى سنة ثلاث وستين وثمانمائة، وكان عمره خمس عشرة سنة ودام في المملكة إلى وفاته سنة ست عشرة وتسعمائة، عمر بمكة رباطا مجاور باب الدريبة عرف بالكنباتية وقرر به جماعة ودروسا وغير ذلك، وكان يرسل لهم مع أهل الحرمين عدة صدقات، ثم قطعها لما بلغه استيلاء النظار عليها. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٤٤ رقم الترجمة ٥٧٤. العيدروسي: النور السافر، ص ٨٧. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ١٠٥ - ١٠٦.
(٤) كجرات: ولاية من ولايات الهند، انقسمت من مملكة دلهي، وكانت مدينة كنباية إحدى ممالكها. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٤٤. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ١٠٥.