للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف علي عنده [وهم في] (١) القيد وغيره ليفدون أنفسهم فإن معهم المال والله أعلم (٢).

وفي يوم الأحد حادي عشري الشهر شنق الأمير بجدة شخصا يقال له ابن يوسف المسحر (٣) من غير جرم فإنه دخل مع جماعة العرضة ليتفرجوا فوجدوا بها المكاحل ملقاة وبعضها كبير فأراد عبرته بالشبر والأمير في البيت ينظره فأرسل إليه من قبض عليه وجاء إليه فسأله عن صنعته فقال صائغ (٤)، فقال تكذب وما هذا إلا


= فينزف حتى يموت، وأول من استعملها المماليك ومن بعدهم تداولها العثمانيون. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ٩٩. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٢٧٦.
(١) وردت العبارة في الأصل "هم وفي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) دار العرف الدبلوماسي أن تعفو الدول عن الأسرى من مشايخ القبائل أو كبار الشخصيات، حتى تكسب الدولة ولاءهم ورضاهم بعد إطلاق سراحهم، وذلك مصداقا لقول القائل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فلطالما استعبد الإنسان إحسان
(٣) كان إيقاظ الناس في وقت السحور، في شهر رمضان، أمر معروف من العصور الأولى في الإسلام، وذلك بواسطة بعض الرجال المختصين في هذه الصنعة، الذين نسميهم "المسحراتية" وهؤلاء الطائفة كانوا يوظفون في هذه الصنعة بأوامر الخلفاء ويفرضون لهم أجرا على ذلك والسبب أن الناس في صدر الإسلام إلى أوائل القرن الرابع عشر للهجرة لم يكونوا يسهرون إلى نصف الليل أو أكثر، كما في زماننا هذا وبطل عمل المسحر في عام ١٣٤٣ هـ، وأصبح إيقاظ الناس للسحور في شهر رمضان بواسطة ضرب المدافع. لذلك لم يبق لزوم في عصرنا الحاضر، إلى صنف المسحراتية لإيقاظ الناس من النوم، فبطلت صناعتهم وهجروا قصائدهم التي كانوا يترنمون بها في السحور. انظر: الكردي: التاريخ القويم ٥/ ٤٠٣ - ٤٠٦.
(٤) الصائغ: هو صانع الحلي الذي يصوغها ويشكلها، وللصاغة أسواق خاصة في المدن الإسلامية الكبيرة. وكان سوق الصاغة بمكة يقع بالقرب من سوق المدعى. انظر: الباشا: الفنون الإسلامية ٢/ ٧٠٠. ضيف الله الزهراني وآخرون: تاريخ مكة المكرمة التجاري، ص ٤٩.