للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يبيعون ودخل جدة من اليمن جلاب فحركت حتى يجمع ويفرغ بيع أولئك وحصل ضرر كثير على الناس بمكة بسبب ذلك، وبسبب عدم إعطاء الترك جرايتهم فصاروا يأخذون ما يجدوه بلا شيء أو حتى تأتي جرايتنا فرفع الحب من السوق وصار ما يؤخذ إلا في البيوت (١)، وسافر الترك ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الخميس ثامن الشهر وصل علي بن أبي بكر المرشدي من جدة وأخوه محمد قبله يوم الثلاثاء سادس الشهر.

وفي هذا اليوم يوم الخميس ماتت أم الكامل الشهيرة ببنت عراق أم أولاد علم الدين النويري أحمد وعبد الرحمن، وصلى عليها بين صلاة العصر والمغرب عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة.

وفي أول ليلة الاثنين ثاني عشر الشهر وصل قاضي القضاة الشافعي والحنبلي إلى مكة من جدة وهما محرمان فطافا وسعيا وتأخر عنهم قاضي القضاة المالكي لأن امرأة صهر ولده أصيل نفست بجدة بنتا فجاء في أثناء الليل وسلم عليهم الناس بجدة، ووصل مع القاضي الشافعي صدقة وصلت من الهند (٢) أصلها خمسون دينارا من


(١) كان كبار التجار يستولون على البضائع المصادرة من المراكب بعد الإستيلاء عليها ويحتكرون بيعها في جدة فيتضرر بذلك أهل مكة، بل أحيانا كما يبدو من النص يقومون بعدم تفريغ حمولة بعض السفن حتى يتم بيع ما أحتكروه. وكان مما يسبب حدة الأزمات أن جند المماليك عندما تتأخر جرايتهم كانوا يستولون على البضائع بلا مقابل مادي، أو متعللين حتى تأتيهم جرايتهم فيضطر التجار إلى رفع الحب من السوق خوفا منهم. وكان البيع لا يتم إلا سرا في البيوت فزاد ذلك من أثر الاحتكار. انظر: البيومي إسماعيل: مصادرة الأملاك في الدولة الإسلامية (عصر سلاطين المماليك) ص ١٤٣.
(٢) خصص سلاطين الهند اعتمادات مالية كبيرة للحرمين الشريفين، أطلق عليها صدقة اللاك وهو ما يعادل تقريبا مائة ألف دينار، وكان ملوك الهند يرسلون بانتظام هذه الصدقات النقدية. ومما يجدر ذكره أن شريف مكة كان نصيبه من صدقة اللاك الثلث رغم ما يهدى إليه، وقد استمر