للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح يوم الأثنين ثامن عشر الشهر ماتت فاطمة بنت محمد بن مسعود الزواوي زوجة الأمير ابن الزين، وصلى عليها بعد الظهر عند باب الكعبة ودفنت على أبيها وجدها بالمعلاة، وأنفق عبد السلام على زوجها بالبيت وهو بيت الشيخ عبد الكبير الحضرمي أن علي بن أبي بكر المرشدي كان عنده فجاء القاضي الشافعي وجماعته فدخل ابن المرشدي من الدهليز للزاوية مع غيره لضيق المكان فقال أبو البقا بن العفيف عبد الله ابن أبي الفضل بن ظهيرة [أين] (١) راح بن خرية الفيل فسمعها ابن المرشدي فخرج له وقال هو خير من ابن خرية الجمل فما احتمل أبو البقا ذلك فلزم المنديل الذي في رقبته ونجعه غير مرة ثم أوقع به هو وبعض جماعته وعبيدهم ومنهم الفضيل، والقاضي أحمد مسكه، والقاضي الكبير يرد جماعته فأسفرت القضية عن قطع [خوخته] وصوف تحتها وقميصه من خلفه إلى أسفل وضرب كثيرا لكنه أشبعهم سبا، وكان معه أخوه فصاروا يفرعوا (٢) ويترققوا وحمد لهما ذلك، ثم أن ابن المرشدي توجه للخاسكي المرسول بخبر وأرسل للقاضي وجماعته، وللمالكي [وجماعته] (٣)، وللخبلى فحضروا [وادعوا] (٤) أن أبا البقا والجماعة كلهم ضربوه واحضر ثيابه فقال له احضر البينة فأرسل إليهم فلم يحضر أحد من الحاضرين إلا القاضي أبا السعادات المالكي وولده يطلب من الأمير فقال رأيناهم متماسكين وما رأينا ضربا وتفرقوا حتى يحضر


= ودخلت تلك الرؤوس وهي مشهورة على رماح والمشاعلية تنادي عليهم هذا جزاء من يقطع الطريق على الحجاج وينهب أموالهم، فلما عرضوا على السلطان أخلع على خاير بك المعمار ورسم بتعليق تلك الرؤوس على أبواب القاهرة. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٠٥.
(١) وردت الكلمة في الأصل "بني" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) يفرعوا: من اللهجات الشائعة في مكة ويبدو أن معناها فك الاشتباك بينهما، والقضاء على اللجاجته.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "وأعلى" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.