للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهود، فلازم الحنبلي المرشدي فذهب معه إلى البيت في الصبح وأنهم يجيئون إليه ثم جاء من عنده الشافعي ولازمه في الرواح إليه فأنكر جماعته ذلك ولم يرض إلا بعضهم بالغصب، فتوجهوا إليه قريب العصر بعد أن سبقهم الحنبلي والمقدم وغيرهما إليه ولم يبرز من بيته لملاقاتهم ولوزم في ذلك فامتنع وجلسوا واعتذر إليه الشافعي فلم يقبل، وكان من كلام القاضي الشافعي أنك أنت أيضا لزمت طيلساني مرتين بعد جهد قال لأجل مجيئك أسكت وما بقيت أتكلم وشي كان عند الخاسكي ما يمكن إلا عنده فقال المالكي دركي أنا وأنت نروح ويكفي، وقال الشافعي لأبي البقا قم سلم على رأسه مرتين فسلم عليه مرتين وخرجوا من عنده ولم يرض بالترك ولا الإشهاد على نفسه، وكانوا توجهوا إليه ومعهم شاهدان وبعض رسل وهذا ما سمعته، ثم سمعنا أن الشافعي قال له أرضيت بمجينا وإلا كل من يدعي ما فعل به، ثم سمعت ثاني يوم أنه كتب عليهم بالإشهاد والله أعلم، ثم توجه به القاضي المالكي إلى الشافعي وأصلح بينهما وأشهد عليه.

وفي يوم الجمعة ثاني عشري الشهر مات أحمد بن علي الطنبداوي، أخو علي بن عاشور بن محمد بن أحمد البوني. ماتت زوجة علي بن حجة بعد أن ولدت له صبيا وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة [ودفنت] (١) عند [سلفها] (٢) بالمعلاة. وفي يوم السبت ثانيه وصل بعض [التكاررة] الواصلون من مصر مع التجريدة، ويقال:

أنهم توجهوا إلى المدينة وزاروا وعادوا إلى ينبع ثم وصل أولهم في هذا اليوم وباقيهم ثاني تاريخه ووجدوا بالطريق السيد بركات، والباش بكباي وأخبرو أنهم قتلوا زبيد ونهبوا أموالهم وسبوا أولادهم وحريمهم وأنهم قتلوا منهم مائة فأكثر وأمروهم أن يبشروا أهل مكة بذلك فلله الحمد على ذلك وأخبروا، وكذلك سمعنا قبلهم أن الصيادلة التجأوا


(١) وردت الكلمة في الأصل "ودفن" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "سلفه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.