كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل ذو القعدة ليلة الثلاثاء سنة اثنى عشر وتسعمائة - ج: 3 - ص: 1553

وفي ليلة الخميس ثالث الشهر ماتت مصباح بنت بن كحيلها أخت قاسم بن يوسف وزوجة علي القرشي وأم بنته، وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة.

وفي ليلة الشهر كان عقد الكمالي أبي البركات بن أبي الفضل بن أبي البركات الزين، على أم كلثوم ابنة الشرفي أبي القاسم بن محب الدين بن عز الدين النويري عند القاضي الشافعي بالمسجد الحرام، وكان الدخول ليلة الخميس عاشر الشهر بلا عمل شيء وهو نعم الفعل (٢).

وفي ثاني عشر الشهر هذه الليلة كان عقد القاضي همام الدين بن قاضي القضاة البرهاني بن ظهيرة القرشي، على ستيت بنت قاضي القضاة المحيوي عبد القادر الحسني الفاسي بالحوش الذي إلى جانب بيت القاضي أبي السعود ثم بيت سعادة المسمى ببيت المال (٣)، وحضر القضاة والفقهاء والتجار واسقوا السكر المذاب وعمل

---

= *١) أدت الحسبة دورا مهما في الحياة العامة في بلاد الحجاز آنذاك والحسبة من الوظائف الدينية والاقتصادية، وتعتمد على الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا فشا فعله. ويشترط في المحتسب شروط مهمة منها: العلم بأحكام الشريعة، والحرية والعدل، والفطنة كما يختار من بين القضاة لأن عمله مرتبط بالقضاء. انظر: الماوردي: الأحكام السلطانية، ص ٣٩١. موسى لقيال: الحسبة المذهبية نشأتها وتطورها، ص ٣٢.
(٢) جرت العادات الاجتماعية عند إقامة الأفراح على نصب الموائد والولائم وإقامة الزفاف والإنفاق لعدة أيام ليلا ونهارا، وكان هذا شائعا عند كثير من الأسر، ويشير المصنف إلى أن بعض - الفئات المتعلمة والفقيرة - كانت ترفض ذلك وتكتفي بعقد القران في المسجد الحرام، بلا إسراف في إقامة الحفلات. ويبدو أن هذا كان إتجاها محمودا ليحد من هذا الترف الزائد عن الحد. انظر: العز ابن فهد: بلوغ القرى ورقة: ١٦٩ أ. جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٨، ٢٠، ٢٢.
(٣) بيت المال: اصطلاح في النظام المالي الإسلامي، أطلق في الدولة الإسلامية على المؤسسة المشرفة على موارد الدولة ونفقاتها، يقابله في أيامنا: وزارة المالية، وضعت نواته منذ حياة النبي ﷺ