للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه المقرئون وبعض المنشدين ورشوا الماء ورد، وعمل فيه القاضي المالكي ما استوجب به المقت من الله والباش وهو أنه سأل أن يجلس بيمين الشافعي وإلا فما يجلس إلا على دكة واحدة فسكت عن إجابته فأرسل سجادته ففرشت على يمين الشافعي وجعلت سجادة المالكي على شمال فسمع فبادر للتوجه فلما وصل قيل له سجادتك هناك فما فعل بل أخذ سجادة ابنه وفرشها على سجادة الحنفي فشيلت سجادة الحنفي فسمع بذلك وهو في المسجد فما رضي يروح فأرسل له الشافعي يخبره بذلك وأنه يعمل ما يريد وأنني لم أدخل قصدا إلى الآن حتى تروا ما تفعلون فقال المقصود الانشراح وما أحب التكدير عليكم، فأنكر من سمع ذلك في الحال وفيما بعده وحصل له خزي وإنكار كثير (١).


= ثم طوره عمر في ظل ما استحدثه في الدولة من تنظيمات، ليصبح في عهد حفيده عمر بن عبد العزيز من أهم مؤسسات الدولة. وتكونت موارد بيت المال من: الخراج والجزية والزكاة والفيء والغنيمة والمواريث، أما مصارفه فكانت تشمل: أعطيات الجند، وأرزاق الولاة والشرطة والقضاة، إضافة إلى الإنفاق على السجناء والمنح المعطاة لرجال الأدب والعلماء ومعدات الجيش والمنشآت والمجاري والطرقات وما يدفع لذوي الحاجات من المساكين والفقراء. انظر: القلقشندي: صبح الأعشى ٤/ ٣١. حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلام ١/ ٤٧٢. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٩٣. ولم ترد إشارة تاريخية في الكتب المكية إلى أن بيت سعادة كان مخصصا لبيت مال المسلمين، ولكن يبدو أنهم أطلقوا على بيت المال بيت السعادة، من السعد. وكان هناك دار السعادة التي تقع في رحبة أجياد الكبرى أمام منزل الشريف فارس بن شامان، وكانت مسكن صاحب مكة الشريف بركات وولده أبو نمي وكانت توضع فيها قماش الصدقة الواصلة إلى مكة. انظر: جار الله بن فهد: نيل المنى، ص ٢٦٠.
(١) يدل النص على التنافس والصراع على المكانة الاجتماعية والدينية بين العلماء والقضاة حتى في أبسط مظاهرها (حتى في مكان الجلوس والصدارة) مع أن هذا مخالفا لروح الإسلام وتواضع العلماء.