للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على عادته بالمدرسة الكلبرقية، وسكن الباقون على المسجد وفي بيوت الناس وأضاف باشهم الشريف صباحا، والقاضي الشافعي مساء ولم يصل معهم من الأوراق إلا الذخيرة، ووقف تنم (١) ووقف قانصوه خمسمائة، وحصل للناس ضرر في قبض معلوم الذخيرة وذهب للناس نحو الثلث.

وفي هذا اليوم ماتت بنت عبد الله بن أبي الخير بن محمد الريس، وصلى عليها صلاة الصبح ثاني تاريخه عند باب الكعبة ودفنت عند سلفها بالمعلاة.

وفي يوم الأربعاء ثالث عشري الشهر ولد محمد بن إبراهيم السمرقندي. وفي ليلة الجمعة خامس عشري الشهر مات عبد القادر بن أحمد بن عيسى القرشي، وفي صبيحتها شمرت الكعبة، ويقال لهذا الفعل إحرام الكعبة.

ومات في هذا اليوم أبو الخير بن محمد بن قاسم الشاهد الواعظ والده، وصلى عليه وعلى عبد القادر بعد العصر عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة عند سلفهما. وذهب الأمير خير بك وأمير الأول والباش وغيرهم من الأمراء إلى جدة لرؤية السور، وسمعنا بوصول مركب من كنباية، ومركب من هرموز، وثلاثة من عدن وغيرهم من اليمن، بل ويقال وصل إلى جدة مركب دابولي ونزل بعض ركبته إلى جدة من المماليك ثم توجهوا للأمير إلى جدة، ويقال: أن لهم ثمانية عشر يوما وأن معهم مراسيم بإقامة العسكر بينبع أربعة أشهر وأرسل لكل واحد من المماليك بأربعين أو خمسين دينارا والله أعلم، وأمر الناس بالسفر وولي جان بردي المنفى باش مكة.


= السائرة ١/ ١٦٨. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ٢٠٧. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ١/ ٢٢٨ - ٢٣٢.
(١) وقف تنم: نسبة إلى بيت تنم وهو أحد البيوت المجاورة للمسجد الحرام، بالقرب من منارة الحزورة - وهي التي تلي باب الحزورة (الوداع) في الزاوية المواجهة للركن اليماني في الكعبة المشرفة - وكان هذا البيت يخلو من السكان منذ عام ٨٨٨ هـ. انظر: العز: بلوغ القرى، ورقة ١٤ ب.