للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوكيل فجاءها. فقالت المرأة: ما أعطيك الجارية حتى تكتب لي ورقة بالبراءة من كل شيء فقال: ما أبرئ. فالتجأت إلى بعض الأعجام المنسوبين إلى الخواجا قاوان، فأغلظ المملوك وأغلظ له المملوك. ثم اجتمع الأعاجم على المملوك فضربوه ثم اصطلح المملوك معهم بإعطاء شيء، فسمع المماليك السلطانية فلاموا صاحبهم وأمروه برد ما أخذ، وتضارب هو والأعجام أيضا، فسمع الخواجا شيخ محمد قاوان، فاشتكى المملوك إلى الأمير الباش [فأرسل] (١) إلى المملوك ليحضر فامتنع فذهب إليه بنفسه إلى باب السلام ومسكه وجرى ما تقدم.

وفي ليلة الأربعاء سادس عشر الشهر، نعي محي الدين عبد القادر (٢) بن عبد الحي ابن ظهيرة وكان موته بزبيد (٣) في ربيع الآخر سنة ست وثمانين وثمانمائة ودفن بزبيد وصلي عليه صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة ثامن عشر الشهر وعمل له ربعة (٤) في ذلك اليوم بالمسجد الحرام.


(١) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.
(٢) هو: عبد القادر بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية. محي الدين أبو المفاخر القرشي الزبيدي. سمع باليمن على ابن الجزري عدة الحصن الحصين من تأليفه، وتردد إلى مكة وزار المدينة وقرأ بمكة على بعض علمائها، وولى التكلم على أوقاف بني رسول باليمن مما هو على مدارسهم بمكة عن البرهاني وابن عمه المحب قاضيها، مات بزبيد في التاسع والعشرين من صفر سنة ٨٨٦ هـ، ودفن على جده بتربة إسماعيل الجبرتي. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٦٨ ترجمة ٧١١.
(٣) زبيد: بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت، اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب ثم غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلا به. وهي مدينة مشهورة باليمن أحدثت في أيام المأمون وبإزائها ساحل غلافقه وساحل المندب وينسب إليها جماعة من العلماء. ياقوت: معجم البلدان ٣/ ١٣١، البكري: معجم ما استعجم ٢/ ٢٨١. -