للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخواص طوفة (١) الفخري أبو بكر بن الشيخ إسماعيل بن أبي يزيد وسقاه، وسبقه القضاة بأمره في المسعى إلى المروة ولما تم سعيه دخل السبيل الذي بالمروة وحلق رأسه وجيء له بعشاء من القاضي الشافعي وهو فتوت وحلوه وموز وجبن مقلي، فلما فرغ توجه إلى المختلع وبات به إلى الصباح [فخرج] (٢) لملاقاته والدخول معه الشريفين قايتباي وعلي والقضاة الأربعة والباش والتجار وغيرهم فخلع على الشريفان والشافعي والمالكي، ولعل ذلك خلعتيهما بجدة والباش، والحموي، ومحي الدين الناظر بن زقيط، والمباشر نور الدين علي خالص المغربي، وصهر ناظر الخواص علي بن بيسق شيخ الفراشين بالمسجد الحرام، وتقول المالكي على لسان ناظر الخواص لناظر الخزانة (٣) في خلعة لولده لكون جاء ولده مرسوما بالنيابة عنه فلبسه فلما رآها ناظر الخواص تشوش [لذلك] (٤) كثيرا وتكلم على ناظر الخزانة وأمره بأخذها فجاءهم إلى


(١) الطوافة مهنة ابتدعت في عهد المماليك الجراكسة، وذلك راجع إلى جهلهم اللغة العربية من ناحية، وميلهم إلى الأبهة من ناحية أخرى ويعتمدون على من يخدمهم فيتلو أمامهم الأدعية - وفي رأي أن السبب الرئيسي هو جهلهم باللغة العربية - ثم اتسع نطاق هذه المهنة في العهد العثماني وكان علية القوم في أول الأمر يقومون بهذه المهنة كالقضاة والعلماء، وكانت تنشأ بين المطوفين والأمراء الذين يطوفهم علاقة ود وصداقة، ولقد تدخل في هذه المهنة عدد كثير من الأعيان ليس لديهم من الأدوات العلمية التي تساعدهم على القيام بتبعاتها، فاستغلوا كثيرا من الناس حتى تم تنظيمها في العصر السعودي. انظر: أحمد السباعي: تاريخ مكة ١/ ٣٣٧ و ٢/ ٤٦٥. فؤاد عنقاوي: مكة الحج والطوافة ٢/ ٢٧٧ وما بعدها.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "خرج" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) ناظر الخزانة: هو من ينظر في الأموال ويتفقد تصرفاتها ويرفع إليه حسابها لينظر فيه ويدققه، فيمضي ما يمضي ويرد الباقي. انظر: أحمد بن عبد الوهاب النويري: نهاية الأرب في فنون الأدب ٣/ ٢٩٩. دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٥٠. البقلي: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى، ص ٣٤١.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "كذلك" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.