للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروحاء (١) والمدينة فإن الشريف وجماعته تبعوهم وظفروا بحلتهم فغنموها ثم سافروا في أثرهم إلى أبيار علي (٢) عند المدينة ثم انقلبوا راجعين فتبعوهم إلى أن ظفروا بهم وقتلوهم ولم يسلم منهم إلا ولد لمقرض (٣) طفل وجيء به للسيد بركات فاستوهبه [منه] (٤) محرم بن هزاع فوهبه له وتشوش منهم لمجيهم به، وهرب أيضا شهاون وولده ولكنهما دخلا [بعض] (٥) القرى وأمنهما بعض أهلها، فلا رحمة الله على الجميع وعلى بني إبراهيم واتبعهم بهم عاجلا غير آجل، ونودي في مكة بالزينة فزينت سبعة أيام (٦)،


(١) الروحاء: كانت قرية لمزينة تبعد عن المدينة ٧٥ كيلومترا وهي ليست عامرة، سكانها الرحلة وعوف من حرب، وبها بئر كانت تسمى سجسج وواديها يسمى سجاسج واليوم الدارة. انظر: ياقوت: معجم البلدان، ص ٧٦. البغدادي: مراصد الاطلاع ٢/ ٦٣٧. البلادي: قلب الحجاز، ص ١٥٧.
(٢) أبيار علي: كانت تعرف بذو الخليفة وهي قرية بظاهر المدينة على طريق مكة بينها وبين المدينة تسعة كيلومتر، تقع بوادي العقيق عند سفح جبل عير الغربي، ومنها تخرج البيداء تجاه مكة، ومسجد الشجرة بها معروف إلى الآن يحرم منه الحاج. انظر: إبراهيم باشا: مرآة الحرمين ١/ ٤٣٥. أوليا جلبي: الرحلة الحجازية، ص ١٦١. البلادي: معجم معالم الحجاز ٣/ ٤٩.
(٣) في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٠١ "لمقرظ".
(٤) وردت الكلمة في الأصل "من" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "بعد" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) وقال في هذه الواقعة (شاعر البطحاء) الشهاب أحمد بن العليف المكي قصيدة مهنئا بها السيد بركات لظفره بهم، وأنشدها بمنزله بمنى في يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة سنة خمس عشرة وتسعمائة، وسمعها المصنف أولها:
ذرى العز ما قامت عليه الممالك
وما شيدته المرهفات البواتك
وما اعتنقت فيه الفوارس بالوغى
وما صافحت فيه الصفاح النيازك
-