للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك وأن أجوره بنا أو فرعوا لا يمدر غير مدر المعامل، ثم حبس وأطلق بشفاعة أم الكامل بنت عجل زوجة الشريف بركات (١).

وفي ليلة الخميس رابع الشهر دخل البرهاني إبراهيم بن القاضي شانه (٢) فباشر الأمير الكبير أمره على فاطمة بنت أبي المكارم بن محب الدين وعمل لها سفرة جميلة ومعمولا وتوجه من عندهم في يومه لبيته ثم عاودهم قليلا ثم تقلب إليه فلم يحصل اتفاق ثم طلق.

وفي يوم الأثنين ثامن عشري الشهر وصل الشريف عرار بن عجل النموي قاصد الشريف بعد أن واجه مرسله من ينبع وزار مع القاضي ناظر الخواص وعاد لينبع ثم وصل مكة ومقصوده التوجه بأخته أم الكامل لينبع فإن ولدها علي بن بركات متوجه مع القاضي ناظر الخاص لمصر، ونودي بالزينة بمكة وصار أهل مكة يلعبون كل يوم ويتوجه إلى بيت الشريف ويلعبون عنده، وواجه عرار الباش بالليل على عادته بالبرك إلى بستان جانبك (٣) وعاد إلى مكة ولاقاه بالطريق القاضي عبد الغني المرشدي


(١) كان من صلاحيات وظيفة المحتسب في المجتمع المكي آنذاك أن يراقب الموازين والمكاييل ويوقع العقوبة على من يرتكب المخالفات في الوزن أو الكيل خاصة عند ورود شكوى من الرعية، ويبدو أن المخالف كان يلقى جزاء رادع. ويشير تدخل زوجة الشريف بركات إلى ظهور الوساطة في هذا المجتمع حماية لبعض الشخصيات.
(٢) هكذا في الأصل، وفي (ب) "شالة".
(٣) بذل أصحاب الأوقاف كثيرا من الممتلكات على أوجه البر كالأراضي الزراعية والدكاكين والبرك المسبلة والحمامات، وكان من أهمها البساتين كبستان جانبك المذكور، وكان ريعه موقوفا على جهات خيرية وكثير من أعمال البر، وكان عامرا بأشجار الفواكه، وكان فيه أيضا سبيل لسقي البستان والناس، وهو بمنطقة المعلاة قرب المنحنى، ويقال أنهما بستانين موقوفان بخط المدعى، أو هما خان ودكاكين، ويبدو أن الوقف يتكون من كل هذه الأشياء. انظر: علي بن عبد القادر الطبري: الأرج المسكي في التاريخ المكي، ص ٩٨.