للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل من باب السلام للحطيم وجلسوا ومعهم عرار وقرئ مرسوم للباش ولبس خلعة له وتوجه إلى بيته.

ووصلت قافلة من المدينة يوم الثلاثاء تاسع عشر الشهر وفيها عبد القادر المسلى وحسن المهتار، فلما سمع المسلى بتبطيل الشريفة للزيارة أمر المنادي ينادي بالزيارة صحبته وأراد الباش السفر في هذه القافلة لمغايضته لبعض الأتراك ثم أنهم دخلوا عليه حتى ترك وسافرت القافلة في يوم الخميس ثاني عشري الشهر.

وفي صبح يوم الأربعاء عشري الشهر ولدت ست الكل بنت قاضي القضاة النوري علي بن أبي الليث بن الضياء الحنفي، أمها سعادة بنت قاضي القضاة أبي السعود ابن ظهيرة القرشي.

وفي ليلة الجمعة ثاني عشري الشهر عقد الخواجا شرف الدين يحيى (١) المصري على لطيفة بنت القاضي غياث الدين أبي الليث بن قاضي القضاة رضي الدين أبي حامد محمد بن الضياء المكي الحنفي، وحضره جماعة من الفقهاء والتجار والأعيان وخلق لا يحصون، ونجر (٢) بالبرمكية وأسقى الحاضرون السكر المذاب ورش عليهم الماء ورد، وكان العقد ببيت الخواجا جمال الدين محمد الفومني بلصق بيت العروس وكان عليه آبهة ووقار أتمه الله على خير وجميل.

وفي هذه الليلة برزت الشريفة أم الكامل بنت عجل النموي إلى سبيل [شميلة] (٣) بنية التوجه إلى ينبع لزوجها السيد بركات بن محمد، ويقال لوداع ولدها


(١) هو: يحيى بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد بن سعيد الشرف المصري الأصل الرملي الشرف القادري، ممن سمع من السخاوي. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٢٣١، رقم الترجمة ٩٧٨.
(٢) النجر: الضرب على آلة تشبه الطبل في عصرنا الحاضر.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "سميلة" والتعديل من (ب) وهو الصواب.