للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء خامس عشري الشهر شمرت ثياب الكعبة الشريفة. وفي ضحى هذا اليوم وصل القاضي صلاح الدين (١) بن الجيعان ووالده وغيرهما من جماعته إلى مكة المشرفة وأخر الطواف والسعي إلى آخر النهار لشدة الحر.

وفي صبح يوم الأربعاء سادس عشري الشهر خرج الشريف قايتباي وأخوته وعسكره إلى ملاقاة أمير الحاج الأول الوالي [أبو سنه] (٢) قانصوه بالزاهر فألبسه خلعة وألبس الباش المعروف جان بردي ودخل معه الباش الجديد وهو قرقماص لابس خلعته وخوند (٣) أم الناصر ونزلت بالمجاهدية ببيت ابن العيني.

ووصل في هذا اليوم غالب الحجازيين منهم القاضي المالكي وولده، وولدي جار الله والسيد البخاري، والقاضي جلال الدين بن الخطيب، ومحيي الدين العراقي،


(١) وهو: صلاح الدين بن الجيعان واسمه محمد بن يحيى بن شاكر، اشتغل بالعلم ولي من الوظائف استيفاء الجيش والتكلم على الخزائن الشريفة ونيابة كاتب السر، ثم ولي كتابة السر في دولة الأشرف جان بلاط، توفي يوم الأربعاء ١٥ محرم من عام ٩١٦ هـ، ومات وهو في عشر السبعين. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٧٩.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "أبو ستة" والتعديل من: ابن إياس: بدائع الزهور ٥/ ١٦٥ الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٥٦. وهو قانصوه أبو سنة والي القاهرة أحد الأمراء المقدمين قتل على يد السلطان العثماني سليم الأول في شهر ربيع الأول من عام ٩٢٣ هـ. وكان السلطان الغوري قرره في إمرة الركب الأول في يوم الخميس ١٩ ربيع الأول لهذا العام (٩١٣ هـ). وكان خروج المحمل من مصر في يوم الأثنين تاسع عشر شوال سنة ٩١٣ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٢٨، ٥/ ١٦٥. الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٥٦.
(٣) هي: خوند أصل باي أم الملك الناصر وسرية الملك الأشرف قايتباي وأخت الملك الظاهر قانصوه، وزوجة الملك الأشرف جان بلاط، وقد أقامت بمكة بعد أن تغير خاطر السلطان الغوري عليها وبقيت بمكة إلى وفاتها في شهر ربيع الأول من عام ٩١٥ هـ. انظر: العز ابن فهد: بلوغ القرى، ورقة ١٨٤ أ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٥٩. الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٥٧.