للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنت الشيخ أحمد المرشدي، وكان العاقد والدها بدارهم بعد عمل مولد (١)، وفي صبيحتها كانت وليمة للرجال والنساء هريسة وبعض الفقهاء والقضاة والفقراء، ودخل ثاني ليلة، وكذا دخل في هذه الليلة أحمد بن السراج عمر بن الجمال المصري على بنت عمه عثمان ولا أعلم متى كان العقد.

وفي ليلة الجمعة ثامن الشهر وصل القاضي الشافعي، وفي ليلة ثانيه وصل القاضي المالكي، وفي ليلة الأحد عاشر الشهر وصل إلى مكة النوري علي خالص، والمحيوي ابن زقيط وطافا وسعيا على مشعل وعادا إلى الزاهر لانتظار الشريف صاحب مكة قايتباي [ليدخلوا] (٢) في عرضة فلم يتفق مجيئه، وفي صبيحة يوم الأثنين حادي عشر الشهر دخل شريف مكة بركات بن محمد، واخوانه قايتباي وغيرهم وعسكرهم وعيالهم وخلق من الشرق وخرج للقائهم القاضيان الشافعي والمالكي ودخلوا معهم وابتهج الناس بدخول السيد بركات مكة وجعلوه كالعيد، وبرز للقائه الرجال والنساء وأظهروا من السرور مالا يعبر عنه فالله يزيده قبولا (٣)، وطلب الشريفان النوري وخالص ورفيقه فدخلا مكة واجتمعا بالشريفين.

وفي ليلة الثلاثاء [ثاني] (٤) عشر الشهر كانت زفة المولد وهي تتعلق بالناظر قاضي القضاة الشافعي، ومشى معه القاضيان الحنفي النوري أيضا، والمالكي النجمي


(١) من العادات الاجتماعية الشائعة في مكة والتي تصاحب المناسبات الاجتماعية كالزواج، والولادة عمل حفلة يطلق عليها مولد تيمنا بالمناسبة.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "لبدخلوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) انظر هذه الأخبار في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١٠.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "ثامن" والتعديل من (ب) وهو الصواب. وكذلك في غاية المرام ٣/ ٢١٠. "وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول".