للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسيوطي، والجرجانية وخروفان وفرق منه أيضا لمن فرق عليه من الحلاوة وغيرهم، أخلف الله عليه وجعله سرورا دائما. وفي هذا اليوم بعد الصلاة سافر الشرفا إلى الوادي وعسكرهما كذلك. وفي يوم السبت سادس عشر الشهر فرقت صدقة (١) الشريف بركات نصره الله تعالى وزاده فضلا وقبولا، والقاضي الشافعي هو الذي ينوب الناس المرة بعد الأخرى لعدم تكملة ذلك على الناس، ويقال: أنها ثلثمائة واثنان وستون دينارا، والمفرق لها فقيه القائد مفتاح البقيري ومعه إبراهيم بن بيسق، وتشوش بعض الفقهاء في ذلك عند سماعه بالتنويب الأول أو لظنه السيء وتكلم، [ورضى] (٢) الناس غاية لا تدرك بل سافر بعض المهملين للشريف وصادف وصول القاضي أيضا الوادي فسمع وأرضاهم (٣).

وفي ليلة الأحد توجه القاضي الشافعي للوادي وجلس به لليوم الثاني وسافر لجدة.

وفي يوم السبت سادس عشر الشهر بعد صلاة العصر بالمسجد الحرام عقد إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم بن جوشن، على بنت عمه ست الكل بنت محمد بن علي ابن أبي القاسم بن جوشن وهي بنت خالته أيضا، والعاقد قاضي القضاة الشافعي ودخل بها في ليلة السبت ثالث عشري الشهر.

وفي ليلة الجمعة الثاني والعشرين من الشهر أو اليوم الذي قبله مات القائد ناصر حاكم جدة عبد الشريف محمد بن بركات وحمل إلى مكة وجهز بها، وصلى عليه


(١) كان من عادة الأشراف في مكة أن يقوموا بتوزيع بعض الصدقات من الأموال التي كانت تأتي إليهم من بلدان العالم الإسلامي وخاصة مصر واليمن وتركيا. وفي هذا دلالة على قوة الشريف السياسية وإظهار فضله وكرمه على الرعية.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "مرض" وفي (ب) "برض" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) انظر هذه الأخبار في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١١.