للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلق لا يحصون كثير، وكان بها من الشموع شيء كثير مزهر وغير ذلك من شمع الحرم الكبار، وكان لها صيت كبير من كثرة الناس والشمع، وشق بها المسعى إلى أن وصلوا لبيت الطهير [عند] (١) باب العمرة، وزف مع [الطهير] (٢) أربعة على خيل أيضا، ولما وصلوا إلى البيت خطف من الشمع الأتراك، ومد النساء الحلوى والفتوت وهو مشبك مضروب ولوزية، وفرق الحلوى في الصباح للباش وابن خالص والخوندتين أم الناصر، والست زوجة تنبك قرا.

[و] (٣) في يوم الجمعة خامس عشر الشهر عملت زفة لطيفة من باب إبراهيم إلى البيت مشى فيها القاضي المالكي وولده، والجلالي أبو السعادات المالكي وبعض الفقهاء والتجار، ولا قاهم الشافعي قريب البيت، وكان الختان المبارك حينئذ وختن معه اثنان وحصل لصق دون الخمسين وعمل السماط في الصباح [للباش وابن الخالص والخوندتين] (٤) والفقهاء والتجار والأتراك وخلق، وكان سماطا هائلا عمل فيه أشياء كثيرة من المفتخرات كهريسة الفستق، المامونية السكب والحموية، والرغيف


= مناسبات الأعياد والحفلات الخاصة بهم، أمّا بالنسبة للنساء فكان استعمال الحناء يتخذ شكلا أكثر أناقة وتهذيبا فكانت الحناء توضع على الأظفار للكفين والقدمين، ثم تطرق به أصابع اليدين في خطوط طويلة في وسط الأصابع، ثم يصبغ باطن الكف بالحناء نفسها. قال الشاعر:
نالت على يدها ما لم تنله يدي … نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها … أو روضة رصعتها السحب بالبرد
انظر: محمد علي مغربي: ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز، ص ١١٨.
(١) وردت الكلمة في الأصول "عن" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "الطهر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، بينما هو مثبتة في النسخة (ب).