للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منع أحد من الشهود أو الوكلاء لا يجلس عند غيره، وفي مرسوم البيسقي أنه يكون إليه أمر المواريث، وفي مرسوم الترك أنهم لا ينزلون جدة وإذا كان لهم حاجة يقضيها لهم المتكلم بجدة فلم يسمعوا هذا بل توهموا أن هذا من المهتار حسين المصري مهتار السلطان محمد بن قايتباي فضربوه ضربا فاحشا وفقشوا (١) رأسه [فشكاهم] (٢) للأمير فأرسل الأمير للقضاة فحضروا ليكتب محضرا ويرسله للسلطان فخاف الترك من ذلك [فدخلوا] (٣) على السيد بركات فتكلم مع الأمير فسكت عن ذلك ثم نزل الترك بجدة يوم خامس الشهر.

وفي ليلة الأربعاء ثالث عشر الشهر ويومه بدئ في اللعب لطهور الولد أبي السرور بن قاضي القضاة النوري علي بن الضياء الحنفي، وفي يومها كان خروج المؤذنة للدعوى (٤) فحضر لذلك القاضيان الشافعي، والمالكي، والخطيب وبعض الفقهاء والتجار وحصل منهم لصق للمؤذنة أزيد من أثنين وعشرين دينارا.

وفي ليلة الخميس رابع عشر الشهر كانت زفة الحناء (٥) من الصفا مشى فيها القاضيان وحكام مكة وجدة والتجار والفقهاء والأتراك، وسيدي تنبك بن الأمير قرا


(١) فقش رأسه: أي شجه بآلة حادة حتى سال الدم. انظر: الفيروزآبادي: القاموس المحيط ١/ ٨١٩، مادة فقش.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "فاشكاهم" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "فذخلوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) يشير المصنف إلى أن ظاهرة اللصق لم تنحصر في حفلات الزواج، بل شملت الاحتفال بالختان للمواليد. انظر: ص ٨٩٢ - ٨٩٥ من الرسالة.
(٥) كانت الحناء زينة شائعة لا للنساء فقط وإنما للنساء والرجال والأطفال على السواء، وكانت تستعمل كثيرا في الصيف، أما الرجال فيصبغون بها أيديهم وأقدامهم، وذلك بأن يؤخذ ورق الحناء فيدق دقا ناعما في الهاون "الهونة" ثم تطبخ هذه الحناء بوضعها في ماء مغلي حتى تبرد تماما ثم توضع في قماش تطوق به الأكف والأقدام ليلة كاملة. كما كانت تصنع للأطفال في -