للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الشرفا (١) بالوادي من القاهرة من الطور بحرا من القاهرة إلى نحو الحوراء ونزل إلى ينبع ثم إليهم، وسمعنا ثاني يوم ثم وصل إلى مكة في يوم الثلاثاء وأخبر بعزل القاضي الشافعي برهان الدين (٢) القلقشندي بكمال الدين (٣) الطويل القادري شيخ خانقاه سعيد السعداء والبيبرسية على خمسة آلاف دينار ألفان حاضرتان. ثم وصل الشريف قايتباي ابن محمد صاحب مكة إليها ليلة الجمعة ومعه بعض أخوته محمد بن السيد


(١) يقصد بهم الشريف بركات وقايتباي.
(٢) هو: جمال الدين إبراهيم بن علاء الدين القلقشندي، شافعي المذهب عينه السلطان الغوري قاضيا لقضاة الشافعية بمصر بعد وفاة القاضي ابن فرفور وذلك في جمادي الآخرة عام ٩١١ هـ ثم صرف بعد ستة أشهر، غير أنه سرعان ما عزل وعاد القلقشندي إلى القضاء في ١٢ رمضان عام ٩١٢ هـ. فظل أقل من عامين، ثم عزل في أواخر صفر سنة ٩١٤ هـ وعين مكانه الشيخ كمال الدين (أبو الفضل) المعروف بالقادري - وهو من أبناء الأتراك - وبهذا العمل اجتمع للشيخ كمال الدين مشيخة الخانقاه البيبرسية وقضاية القضاة الشافعية، ولم يحدث مثل ذلك سوى للعلامة شهاب الدين ابن حجر، وشمس الدين القادياني، كما ذكر ابن إياس، وقد توفي القاضي برهان الدين القلقشندي في يوم الثلاثاء ١١ من شهر جمادى الأولى عام ٩٢٢ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٣٢، ٥/ ٥١. مدين ابن عبد الرحمن الطيب: الروح الباصر على بعض وفيات أعيان أهل القرن العاشر "مخطوط" ورقة ٢٧.
(٣) هو: كمال الدين محمد بن الطويل (أبو الفضل) محمد بن نور الدين علي بن الناصري محمد ابن السيفي بهادر العمري القادري، أصله تركي الجنس، وقد تمذهب بمذهب الشافعي، وبرع فيه حتى عد أحد أساطينه، وأول ولايته لقضاء الشافعية بمصر في أواخر صفر عام ٩١٤ هـ بعد أن صرف عنه جمال الدين القلقشندي، ظل في منصب القضاء نحو عامين ثم عزل في ذي الحجة عام ٩١٥ هـ ولكن الأمراء أظهروا رضاهم عنه، فكان ذلك سببا في عودته إلى منصبه في يوم الجمعة ١٧ جمادى الأولى سنة ٩١٦ هـ وقد ظل في منصبه مهيب الجانب موفور الكرامة رفيع المنزلة حتى ألغى نظام القضاة الأربعة في جمادى الآخرة سنة ٩١٨ هـ. وحل محلهم قاضي العسكر، فانفصل القاضي كمال الدين عن القضاء بعدما تردد عليه نحوا من أربعة عشر عاما. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٨٠، ٢٩٦، ٢٩٩. أحمد بن محمد (ابن الحمصي): حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ٢٣٧.