للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بركات بن محمد، والقاضي الشافعي الصلاحي بن ظهيرة بعد أن أرسلوا له إلى جدة وجاءهم إلى الوادي وجاء معهم إلى مكة واجتمعوا بالحطيم ومعهم الباش وقرئ ثلاثة مراسيم أولها للسيد بركات، وثانيها للسيد قايتباي، وثالثها للشافعي ولعل تاريخهم أول ربيع الأول وفيها الثناء عليهم وأنكم مقربون عندنا، وفي مرسوم للشريفين التوصية على عمارة عين عرفة وعين خليص (١) ويصرف على عين خليص ثلاثمائة دينار وعلى عين عرفة مهما أصرف حتى لا يحتاج إلى عمل آخر بعد هذا ولم يذكر عين مكة التي هي أولى منها (٢).

وفي المرسوم الأول أرسلنا لك خلعه وللسيد قايتباي وثالثة تلبسها ممن تريد فعين لها ولد الشافعي وعمره أربع سنين (٣)، وسألنا الأمير طراباي في تولية المدينة للشريف فارس بن شامان فأجبناه لذلك وأرسلنا له خلعة ومرسوما، ولبس الشريف قايتباي وابن أخيه الشافعي والقاضي الشافعي والباش وطاف الشريف والباش والشافعي محمولا (٤) وهم لابسون خلعهم (٥).


(١) عين خليص: تقع بطرف خليص من الشمال غزيرة الماء عليها نخل كثير وبركة ومسجد للرسول أصلحت العين عدة مرات، واليوم أخذ ماؤها إلى جدة فهلك النخل، وتسمى أيضا بعين الباشا. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٣/ ١٤٩ - ١٥٢.
(٢) الفقرة تشير إلى مشاكل المياه الدائمة في مكة آنذاك، وكان المماليك يحاولون الاهتمام بهذه المشكلة حتى يظهروا أمام حجاج العالم الإسلامي بحرصهم على راحة الحجيج، يدل على ذلك هذا المرسوم الذي أرسل من السلطان الغوري إلى الشريف بركات وقايتباي ووصاهما على عمارة عين عرفة، وعين خليص مهما كلف ذلك وخاصة عين عرفة، ولكن المؤلف بعينه الناقدة وحسه التاريخي كان يتمنى أن تشمل العمارة عين مكة، ولا نعرف السبب في إهمالها ويبدو أنها لم تكن داخلة في خطة الإصلاح آنذاك.
(٣) وفي العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١١ "عمره خمس سنين".
(٤) أضاف غاية المرام ٣/ ٢١٢ "والشافعي محمولا لصغر سنه".
(٥) انظر هذه الأخبار في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١٢.