للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر يوم الخميس رز (١) خشب فازة العرس المذكور، وفي ثاني يومه أكمل عمل الفازه وحضر عندهم القاضي الحنفي وجماعته وجماعة من الفقهاء والمتسببين وخرجت مؤذنات للعريس والعروس فحصل عليهما لصق، وكانت الغمرة ليلة السبت ثامن عشري الشهر ولم يعمل العريس زفة كبيرة كالعادة بل زف من بيت أبيه إلى بيتهم ببعض جماعته فقط، ولعب النساء تلك الليلة ولم يعملوا منديلا، بل ألصق النساء على المغاني، وفي صبيحتها نصت العروس وألصق عليها الزوج خمسين دينارا وأخوها ثلاثين وبعض جماعتهم خمسة عشر، وبعضهم اثنا عشر، وبعضهم عشرة عشرة، وبعضهم [دون] ذلك وألصق عليها النساء أيضا، وجاء علي بن غراب القائد يلصق السيد بركات في منديل سكندراني وهو مائة دينار ونشره على رأسها وكان الشراع في الرحبة أمام بيت والد الزوج وكذا كان اللعب فيه في كل يوم بعد العصر.

وفي الليلة أوقد قناديل كثيرة وحضر الناس وجلسوا على الدكك القاضي الشافعي وجماعته، والقاضي الحنفي، والقاضي أبو السعادات المالكي وبعض فقهاء وبعض متسببين، والخواجا الحموي ولم يعمل منديل كالعادة، وفي صبيحتها عمل سماط عظيم كبيرا بالفازة وحضره القاضي الحنفي، والقاضي أبو السعادات المالكي وكثير [من] (٢) الفقهاء المصريون وغيرهم ولم يترك أحد إلا من نسي أو هو مهاجر وحضر الترك أيضا.

وفي ليلة الهلال كان الدخول جعله الله سرورا مستمرا.

وفي يوم الأثنين سلخ الشهر مات محمد بن أحمد شهاب الدين أخو جمال الدين الفومني، وصلى عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة وشيعه جماعة كثيرون.


(١) رزه: أي ثبته. انظر: ابن منظور: لسان العرب ٥/ ٢٠٦.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.