للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المئذنة (١) الرئيسية (٢)، وهي التي على رأس الحجرة الشريفة، فدكت المئذنة، واحترقت القبة التي فوق الحجرة، والمسجد النبوي، وهلك ناس. ثم في ثاني تاريخه وصل شريف من أهل المدينة وأخبر بذلك، وأن الرئيس وهو شمس الدين محمد (٣) بن الشيخ الخطيب كان قد رأى ليلة الحادي عشر من شهر رمضان، رأى فيما يرى النائم رب القدرة جل وعلا والنبي المصطفى والرب يقول إني منزل على أمتك عذابا. فقال:

أنا أحمل عن أمتي. فاجتمع الناس ليلة الثاني عشر، وقرأوا ودعوا، فلما كان في ليلة الثالث عشر المذكور وقع ذلك، والريس شرع في التسبيح على المئذنة ففقد (٤) ولم يوجد له أثر (٥). واحترق المسجد ما خلا مؤخره وبعض جانبيه ووقعت المئذنة على رباط مراغة (٦)،


(١) وردت في الأصل "المأذنة" والتعديل من (ب).
(٢) وهي المنارة الشرقية اليمانية وتعرف بالرئيسية. السمهودي، وفاء الوفاء ٢/ ٦٣٣.
(٣) هو: محمد بن أحمد بن محمد بن محمد شمس الدين وجلال الدين أبو السعادات المصري الأصل المدني الشافعي الريس بن الريس سبط إبراهيم بن عليك المدني، ولد في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شعبان سنة ٨٣٧ هـ، بالمدينة ونشأ بها وأخذ عن كثير من العلماء وأذن له بالإقراء والإفتاء. السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٩٣ ترجمة رقم ٨٨، التحفة اللطيفة ٢/ ٤٣٨ - ٤٣٩ ترجمة رقم ٣٦٣٩، وفيه "ولد سنة ٨٣٦ هـ".
(٤) وردت في الأصل "فقعد". والتعديل من (ب)، السمهودي: وفاء الوفاء ٢/ ٦٣٣.
(٥) السمهودي: وفاء الوفاء ٣/ ٦٣٣ وفيه "وتوفي الريس المذكور لحينه صعقا، ففقد من كان على بقية المنائر صوته، فنادوه فلم يجب، فصعد إليه بعضهم فوجده ميتا".
(٦) رباط مراغة: ينسب هذا الرباط إلى واقفه محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم القاضي صدر الدين أبو بكر المراغي المتوفى سنة ٥٩٠ هـ والذي عمل رباطا بالمدينة الشريفة إلى جوار مسجد النبي وله بمكة رباط آخر، وقد يعرف برباط المراغي أو الكيلاني أو القيلاني أو مراغة. الفاسي: العقد الثمين ٢/ ٦٦ - ٦٧، شفاء الغرام ١/ ٥٢٧ - ٥٢٨، شافعي: الرباط في مكة المكرمة، ص ٦٥.