للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحضرا] (١) الشاهدين وأغلظا لهما. ثم حضروا إلى القاضي بعد يومين بالمدرسة السلطانية الأشرفية بعد العصر، وجاء [عن] (٢) بعض الشاهدين أنه خوف، وإنه رجع عن شهادته، وشهد شاهدان على الشاهد الثاني بأنه رجع. وكان القائم بأعباء (٣) الكلام فتى ابن الزمن وابن أخيه. ثم عزر الجيزي بكشف رأسه، وإرساله إلى الحبس، ثم عفى نور الله عن حقه في المجلس وأخرج من الحبس الجيزي. وسمعت أنهم كتبوا ثلاثة محاضر بصورة الواقعة، وكتب فيها الحاضرون ومنهم الجيزي المدعى عليه. والله يلطف بالمسلمين.

وفي يوم الأحد عاشر الشهر جاء الخبر من جدة بأنه وصل الخبر من المدينة - على الحالّ بها أفضل الصلاة والسلام - بأنه في ليلة الثالث عشر من الشهر رمضان نزل على جبل أحد (٤) صاعقة وطارت منها شرارة نزلت على


(١) وردت في الأصول "أحضر" والتعديل هو الصواب.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.
(٣) وردت في الأصل "باعنا" والتعديل من (ب).
(٤) جبل أحد: بضم أوله وثانيه معا: اسم الجبل الذي كانت عنده غزوة أحد المشهورة وهو مرتجل لهذا الجبل وهو جبل أحمر ليس بذي شناحيب، وبينه وبين المدينة النبوية قرابة ميل في الشمال منها. وكانت عنده الوقعة التي قتل فيها حمزة عم النبي ، وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي وشج وجهه الشريف، وكلمت شفته وكان يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي في سنة ثلاثة من الهجرة. وهو الجبل المشرف على المدينة ويسمي "حنّ " ويقع بسفحه حي الشهداء وقيل إنه سمي بذلك لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هناك. وفي الحديث الشريف عن النبي أنه طلع أحد فقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه، … الحديث). رواه البخاري في كتاب المغازي حديث رقم ٢٧٧٥. ياقوت: معجم البلدان ١/ ١٠٩، السمهودي: وفاء الوفاء ٣/ ٩٤١، ٩٢٥، وفيه "أسهب في ذكر خبر أحد وموقعه وفضله والشهداء به" البلادي: معجم معالم الحجاز ١/ ٥٨ - ٦٠.