للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصوفي (١) الخارجي ملك العراق ومنها بغداد وهرب متوليها (٢) ودخل حلب في ألف أو ألفين، وأن يحيى بن سبع دخل مصر يوم الأثنين خامس رجب (٣)، وصحبته عنقا، وعبده ياقوت، وابن عمه سنقر، ودويدار ابن عامر شيخ بني عقبة وسكن ببيت الدويدار الكبير ثم طلعوا القلعة من باب المدرج يوم الخميس ثامن الشهر ومعه مماليك الدويدار الكبير، واجتمع لرؤيته خلق لا يحصون وعلى رأسه منديل الأمان (٤) وهو


= ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٣٥. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٣٦. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ٩٤.
(١) يقصد بالصوفي الشاة إسماعيل بن حيدر الصفوي الصوفي مؤسس الدولة الصفوية الذي أقام كيانها وأرسى قواعدها وفرض فيها المذهب الشيعي، مات في سنة ٩٢٣ هـ متأثر بمرض السل. وينسب الصفويون إلى صفي الدين الأردبيلي وهو الجد الخامس للشاة إسماعيل، وسبب إطلاق كلمة الصوفي على الشاة إسماعيل أنه نشأ نشأة صوفية وصاحب طريقة. انظر: أحمد الخولي: الدولة الصفوية - تاريخها السياسي والاجتماعي - علاقتها بالعثمانيين، ص ٨٣. علوي بن حسن عطرجي: الصفويون والدولة العثمانية، ص ٨، ٣٣.
(٢) وكان متملك بغداد بهذا العام (٩١٤ هـ) مراد خان ابن يعقوب بن حسن الطويل، وقد زحف عليه شاه إسماعيل بن حيدر الصفوي فتغلب عليه عسكره ومال إلى الصفوي، فلما رأى ذلك هرب ودخل إلى بلاد السلطان وأرسل قاصده إلى السلطان الغوري بأن يمده بعسكر حتى يحارب الصفوي فأكرم السلطان ذلك القاصد وأحسن إليه. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٤٣.
(٣) ولما حضر يحيى بن سبع لمصر أرسل إليه السلطان الغوري منديل الأمان فحضر وقابل، وكان قد أظهر العصيان مدة طويلة، فطلع وعلى رأسه منديل الأمان فأخلع عليه السلطان، فلما نزل من القلعة كادت العوام أن ترجمه وسبوه سبا فاحشا ولولا كان صحبته الأمير الدوادار لرجموه، فلما بلغ السلطان ذلك نادى في القاهرة بأن لا أحد من الناس يتعرض لابن سبع ولا يسبه ومن فعل ذلك شنق، فتكلم الناس في حق السلطان بأنه أخذ من ابن سبع مالا له صورة وضيع حقوق الحجاج فيما فعل بهم. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٣٨.
(٤) منديل الأمان: غطاء للرأس له ألوان خاصة، كان المماليك يرسلونه إلى بعض المغضوب عليهم والمطاردين ليرتدونه تأمينا لأنفسهم وعهدا من السلطان بعدم الغدر بهم. انظر: ابن إياس: -