للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منديل سكندراني فمثل هو بذي المقام الشريف بحضرة الأمراء وغيرهم ومنديل الأمان على رأسه، ثم شرع السلطان [بكلام] (١) التهديد أنت قتلت وفعلت ونهبت حجاج بيت الله، وهو يقول العفو يا مولانا كلي يتوب خطايا وقدست بساط مولانا المقام الشريف قل أتوب، فقال أتوب، فقال المقام الشريف ونحن قد عفونا عنك، ثم أنه قبل يد السلطان بعد أن أخذ الدويدار الكبير المنديل من على رأس يحيى وأعطاه، ونزل يحيى إلى الجامع فجلس حتى خرج الأمراء المقدمون فخرج يحيى معهم صحبة الدويدار الكبير وهو بينهم خوفا عليه من العامة فإن الخلق اجتمعوا مثل الجراد المنتشر من باب المدرج إلى [الرميلة] (٢) ولولا الأمراء حموه ولكن أسمعوه ما يكره إلى أن وصل لبيت الدويدار (٣).

وفي يوم الأثنين ثاني عشر رجب طلع إلى السلطان وخلع عليه وعلى جماعته خلعة الرضا (٤)، ونزل من [القلعة] (٥) وقدامه مشاعليه ينادون له بالأمان والاطمئنان


= بدائع الزهور ٤/ ١٣٨.
(١) وردت الكلمة في الأصول "الكلام" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "الرملية" والتعديل من بدائع الزهور ٤/ ٥٦. ويقصد به ميدان الرميلة.
(٣) اهتم المصنف بتدوين الأحداث لكبار الشخصيات في مجتمعه، وها هو يشير إلى بعض خواتيم قصة المتمرد يحيى ابن سبع، ويلمح العز ابن فهد إلى أن يحيى عندما دخل مصر وقبل أن يقابل السلطان اتصل ببعض الأمراء المماليك، ويبدو أنه قد دفع ثمن العفو عنه مقدما للأمراء، ويبدو أن السلطان قد عفا عنه مضطرا لأن الدولة كانت قد بلغت حد كبير من الضعف في أواخر عصر الغوري، ولقد فعل المماليك ذلك رغم كراهية العامة لهذا العفو، وظهر المماليك بصورة المتحدي لإرادة الشعب. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٣٨، ١٣٠.
(٤) خلعة الرضا: تمنح للأمير المعزول إذا صفح عنه. انظر: البيومي إسماعيل: النظم المالية في مصر والشام زمن سلاطين المماليك، ص ٢٥٩.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "القاعة" والتعديل من (ب) وهو الصواب.