للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند كاتبه، وأن تجلد بأشرفي من تعلقه وجعلني وصيا ولم أقبل، وجعل أيضا القاضي شهاب الدين بن ظهيرة وصيا، وترك ثمانية أشرفية وبعض ثياب بلا تفصيل مودوع ذلك عند الولد وعنده مائة محلق للنفقة وبعض ثياب ملبوسة (١).

وفي يوم الثلاثاء ثانيه ماتت زينب بنت الخواجا جمال الدين محمد بن الدقوقي المكي، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها رحمها الله وإيانا، وخلفت أخوين وأختا ليسوا أشقاء بل من الأب فقط. وسمعنا بوصول بعض المراكب [من] (٢) كنباية وهو مركب الشاهي وذكر العمري ولم يتحقق، بل أخبروا تجار مركبه أنه تركوه بباب المندب (٣) بطلب ربان الشعوب كذا جاني في ورقة من جدة ولم يتحقق أنه رجع إلى عدن، وفيها أيضا أن الأفرنج قصدوا بندر الديو (٤) وهجموا عليهم الخور (٥) وقتلوا خلقا كثيرا، وجماعة الأمير حسين لم ينج منهم سوى


(١) يشير المصنف إلى عادة اجتماعية كانت شائعة في ذلك الوقت وهي أن العلماء المجاورين بمكة كانوا يوصون عند وفاتهم، وكانوا يوقفون على المنافع العامة في وصيتهم، ويعينون الأوصياء على أموالهم وأوقافهم.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "كن" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) باب المندب: هو مضيق في البحر الأحمر يفصل إفريقيا عن بلاد العرب ويجمع البحر الأبيض بالبحر الأحمر. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان ٥/ ٢٠٩. محمد فريد وجدي: دائرة معارف القرن العشرين ٢/ ٤.
(٤) الديو: جزيرة صغيرة تقع قرابة شاطئ الهند بالقرب من جوجيرات، وتمتاز بقلاعها الحصينة، وأغلب سكانها مسلمين. انظر: أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم ٢/ ٩٨.
(٥) الخور: لفظ فارسي معرب، يقصد به: مدخل صغير أو تجويف مائي دخل العربية كاصطلاح ملاحي عند البحارة العرب فأطلقوه على الخليج أو الأماكن التي تصب فيها الأنهار في البحار. من أمثلتها: خور سيف بالقرب من البصرة، وخور نفل على سواحل الهند. انظر: أحمد -