للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفي] (١) يوم الأحد ماتت خوند (٢) أم الناصر بن الأشرف قايتباي أخت الملك الظاهر قهرا من التحكم عليها في رزقها فيما يظهر، وبعضهم يقولون مسقية (٣) ولم يظهر أثر لذلك والله أعلم، وجهزت من يومها وصلى عليها آخر النهار أو أوله عند باب الكعبة الخطيب محيى الدين، وعلى نعشها بشخانه محمولة بأعواد أربعة ودفنت وقت المغرب بالمعلاة بفسقية أعدت لها تحت مسجد الجن (٤) مقابل مسجد الحرس وقبة الملك المسعود بأسفل جبل فخري (٥) مما يلي مكة، وشيعها خلق


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٢) هي خوند أصل باي أم الملك الناصر وسرية الملك الأشرف قايتباي وأخت الملك الظاهر قانصوه، وزوجة الملك الأشرف جان بلاط. وقد أقامت بمكة بعد أن تغير خاطر السلطان الغوري عليها وبقيت بمكة إلى وفاتها. وقد وصل خبر وفاتها إلى القاهرة في شهر ربيع الأخر من هذه السنة (٩١٥ هـ). انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٥٩. الجزيري: درر الفرائد، ص ٣٥٧.
(٣) مسقية: أي قدم لها السم في كأس الشراب، وكان هذا من الأمور الشائعة في القصور السلطانية، ويقوم بذلك الجواري المتأمرات.
(٤) مسجد الجن: يقع بأعلى مكة أمام مقبرة المعلاة الجنوبية، إلا أن باب المسجد على الشارع العام المار إلى المعابدة. وهو الذي يسميه أهل مكة مسجد الحرس، وإنما سمي مسجد الحرس لأن صاحب الحرس كان يطوف بمكة حتى إذا انتهى إليه وقف عنده ولم يجزه حتى يتوافى عنده عرفاؤه وحرسه، يأتونه من شعب بني عامر ومن ثنية المدنيين، فإذا توافوا عنده رجع منحدرا إلى مكة، وهو فيما يقال له: موضع الخط الذي خط رسول الله لابن مسعود ليلة استمع إليه الجن، ويسمى مسجد البيعة، يقال: إن الجن بايعوا رسول الله في ذلك الموضع. انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٠١. الفاكهي: أخبار مكة ٤/ ٢٦، ٢٣١. ابن ظهيرة: الجامع اللطيف، ص ٢٠٦.
(٥) تقع قبة الملك المسعود بالمعلاة، وتنسب هذه القبة إلى الملك المسعود يوسف بن الملك الكامل ابن محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب أقسيس بن الكامل (ت ٦٢٦ هـ). انظر: الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٤٥٦. ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ٦/ ٢٧٢. ابن ظهيرة: الجامع اللطيف، ص ١٩٢.