للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثير لا يحصون [كثرة] (١)، فإن الطرقات كانت مملؤة من الناس من باب المسجد إلى المعلاة، وأسف عليها الناس لما كانت عليه من [الخفى] (٢) والتستر الزائد والحشمة وعدم الأعوان المؤذين فالله يعوضها خيرا، وأوصت إلى السلطان وأمير كبير وأخيها الظاهر المحبوس بالاسكندرية، وذكرت دينا عليها وجهازها، وأن أوقافها على تربتها بمصر تكون على تربتها بمكة، وأن يكون بدل الخمسة عشر المقررين هناك خمسة عشر هنا وسمي أناس والله يحقق لها الخير، وما أظن أحدا يسعفها بعمل ذلك والله أعلم، وعمل لها ربعة بالمسجد والمعلاة/صباحا ومساء، وحصل بالمسجد كلام بين قاضي القضاة الحنفي والقاضي شهاب الدين أحمد بن القاضي إبراهيم نائب الناظر وهو البادي ثم استغفر ورجع وأصلح بينهما.

وفي ليلة الاثنين سادس الشهر طعن الخواجا بن أخي الخواجا عز الدين اللاري وهو نائم ببيته بجدة، ولم يعرف قاتله وخرج ولم يأخذ من البيت شيئا ولم يمت إلا في أثناء النهار بعد أن أوصى.

وفي يومها ماتت ستيت بنت الخواجا علي بن حسين الطاهر بعد أن ولدت بنتا ميتة وتخلصت وماتت بعيد ذلك بيسير، فحملت هي والمطعون أيضا إلى مكة فأدخل اللاري لبيته بمكة، وأما المرأة فوضعت بالمعلاة في سبيل السيد بركات بن حسن وجهزت به ضحى ودفنت بتربتهم، وأما اللاري فجهز ببيته، وصلى عليه بالمسجد الحرام عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بتربة مرزا.

وفي ليلة الأربعاء ثامن الشهر وصل لمكة نائب جدة ومباشرها النوري علي بن خالص، ومحي الدين بن زقيط وأصرف النوري على خوند أم الناصر لكونها جعلته أحد


(١) وردت الكلمة في الأصول "كثير" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "الخفر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.