للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في ليلة الثلاثاء ثانيه عمل مولد أمام/بيته حضر فيه القضاة وبعض الفقهاء وبعض التجار والمشايخ والفقراء، وقدم لهم بعد فراغ المولد المشبك والفتوت ثم انصرف غالب الناس وبقي المشايخ والفقراء فذكروا الله تعالى وآخر الليل انصرفوا، ثم زف [الولد] (١) ماشيا من بيت أمه إلى بيت سيده وهما متقاربان وختنه المزين، وألصق قاضي القضاة الحنفي النوري بن الضياء عشرة أشرفية، وكاتبه أشرفيين، وألصق من حضر المولد وانصرفوا الخواجا شمس الدين الحموي قالوا خمسة، والقاضي محيي الدين بن زقيط المباشر بجدة والناظر أربعة أشرفية، والخواجا شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الطحطاوي ثلاثة أشرفية هذا ما سمعت به عن تلك الليلة، ويقال: أن الخواجا قاسم العجمي أرسل له بثلاثة، وكذا الخواجا الذهبي، وقال لي أن السيد بركات أعطاه أربعين بل أخبرني غيره من الشريف وأخيه السيد قايتباي والله أعلم، وأرسل له القاضي المالكي أربعة أو خمسة أشرفية فما رضي يقبلها.

وفي عاشر الشهر توجه الشرفا إلى صوب وادي الأبيار من الوادي (٢).

وفي يوم الثلاثاء تاسع الشهر مات الخواجا الشيخ محمود (٣) بن الشيخ محمد بن محمود الفومني المكي، وكان ذلك قبيل العصر وجهز في يومه وصلى [عليه] (٤)


(١) وردت الكلمة في الأصل "المولد" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام، ٣/ ٢١٥.
(٣) هو: محمود بن محمد بن محمود بن أحمد الشرف أو الزين ابن التاجر الشمس الجيلاني الفومني الأصل البحري الرابغي، ثم المكي الحنبلي. شاب فهم أخذ عن السخاوي دروسا من شرحه، وسمع على السخاوي كتبا، وكتب له أجازة في كراسة، وقد سافر لمصر في التجارة ودام بها سنتين، وكان يحضر عند قاضي الحنابلة وأثنى عليه. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٤٧، رقم الترجمة ٥٨٤.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "عليها" وما أثبتناه هو الصواب.