للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أمر به فوضع في عنقه الجنزير وجعل مع أهل الجرائم ثم عزر وهو على تلك الحالة، ثم توجه القضاة من عنده إلى أمير أول وإلى السيد قايتباي وإلى الأمير خير بك المعمار والقاضي يبكي عند كل واحد، ثم اجتمع القضاة عند أمير المحمل وأحضر ابن المرشدي [وادعى] (١) الشافعي عنده على ابن النويري ثم بعد أن قام الشافعي وجلس أمامه بأنه أساء على القاضي الشافعي ورمى عمامته فشهد عليه جماعة منهم المالكي وقاضي جدة وغيرهما فاستخصم بعضهم إلا المالكي، وحضر بعض علماء المغاربة فسعى في الصلح فما تم وانفضوا عن غير صلح، وأعيد ابن النويري إلى عند أهل الجرائم إلى بعد الظهر وخطبة السابع، فحضروا عند أمير المحمل فأصلح بينهم (٢). وفرقت الذخيرة هذه السنة [في] (٣) غاية الحسن، وكان أمير الحاج هو الذي نقد الذهب والفضة بيده وما قصر، ولكن استعجل في حق ابن النويري وكان دون هذا كافيا وأن كان لحرمه ما يرضاه أحد من خلق الله.

وكانت الوقفة المباركة بالأربعاء سنة خمس عشر وتسعمائة.

/ [و] (٤) في ليلة الجمعة حادي عشر الشهر مات بدر الدين بن بقيشه المصري ثم المكي الوكيل الشرعي بأبواب القضاة وحمل إلى المعلاة ودفن بها.

وفي ليلة السبت ثاني عشر الشهر ضرب نفير أمير الأول وسافر ركبه وجلس


(١) وردت الكلمة في الأصل "والدعى" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) نفهم من الأحداث التي وقعت بين القاضيين المالكي والشافعي إلى أن الخصومات بين العلماء وخاصة "على الهبات والعطايا" كانت تبلغ حد التراشق بالشتائم والتشابك بالأيدي كما يفعل العامة حتى هانوا وضعفت مكانتهم أمام الحكام، من ذلك ما تعرض له القاضي المالكي من عقاب، كما يدل النص على أهمية أمير المحمل وما كان يتمتع به من صلاحيات.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "فه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.